كوبنهاجن: أدانت الحكومة الدنماركية الهجوم الضخم الذي استهدف سفارتها في العاصمة الباكستانية إسلام إباد أمس الاثنين مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص بينهم أجنبيان وإصابة 30 آخرين. ونقلت شبكة " سي إن إن" الاخبارية الأمريكية عن وزير الخارجية بير ستيغ مولر قوله:" لا يتسنى لي سوى إدانة هذا.. من المريع أن يقوم الإرهابيون بذلك.. السفارة هناك للتعاون بين الشعب الباكستاني والدنمارك". وأضاف:" وبتدمير ذلك، هم يدمرون قدرات باكستان على التواصل مع الدنمارك.. وهذا أمر غير مقبول قطعياً". وأدى الانفجار القوي، الذي سمع دويه على بُعد ميلين، إلى تدمير الحائط الخارجي لمبنى السفارة والمدخل الخارجي، بجانب تهشيم زجاج مكاتب منظمات خيرية تقع في ذات المنطقة. وتضاربت تقارير السلطات الباكستانية بشأن الانفجار، الذي عزته مصادر أمنية في مسرح الحادث إلى هجوم انتحاري ، كما تفاوتت محصلة قتلى الهجوم الذي كشف مصدر طبي أنهم ثمانية قتلى. وتباينت حصيلة الجرحى كذلك ما بين خمسة إلى 18 مصاباً، ونفى المسئول الأمني إصابة أي من العاملين في السفارة بجروح خطرة. وعلى صعيد متصل، قال وزير الداخلية الباكستاني سلمان بشير لحشد من الصحفيين أمام مبنى السفارة الدنماركية أن السلطات شددت الإجراءات الأمنية حول البعثات الدبلوماسية. ويشار إلى أنه الانفجار الدموي الأول الذي تشهده إسلام أباد منذ إلقاء قنبلة على حائط مطعم إيطالي هناك في 15 مارس/آذار. وأسفر الهجوم عن مصرع امرأة تركية وإصابة 12 شخصاً، من بينهم أربعة من عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي" اف بي اي" . وكانت سفارات الدنمارك في العالم الإسلامي هدفاً لاحتجاجات شعبية قوية للتنديد بالرسوم الكارتونية المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) التي أعادت صحف دنماركية نشرها مجدداً في وقت سابق. وأعلنت وزارة الخارجية الدنماركية في أبريل/نيسان الماضي إخلاء موظفيها من سفارتيها في الجزائر وأفغانستان، بسبب تهديدات جراء الرسوم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، إريك لورسن، إن موظفي السفارتين نقلوا إلى مناطق سرية في عاصمتي الدولتين، ولكنهم سيواصلون مزاولة أعمالهم كالمعتاد. يأتى هذا الإعلان بعدما حذر مسؤولو استخبارات دنماركيين من "تهديدات إرهابية متفاقمة" ضد الدنمارك، منذ أعادت الصحف في الدولة الاسكندنافية نشر صور تسخر من الرسول محمد، في فبراير/ شباط الماضي. وشدد التحذير، على وجه التحديد، على مناطق شمال أفريقيا والشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان. وقال لورسن إن التهديد "قوي جداً، فاضطررنا لاتخاذ هذا القرار. وهو القرار المبني على معلومات استخباراتية".