أنقرة : اندلعت مواجهات عنيفة اليوم الجمعة بين الشرطة التركية والمئات من الناشطين الأكراد خلال مسيرة نظموها بمناسبة ذكرى ميلاد زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان بعدما حالت الشرطة دون وصول الناشطين الأكراد إلى مسقط رأسه في قرية "أومرلي" إحدى قرى ولاية أورفه الواقعة جنوبي شرقي تركيا بالقرب من الحدود السورية. وشهدت المسيرة أعمال شغب ومواجهات عندما قام المتظاهرون الذين بلغ عددهم أكثر من ألفي شخص برمي الحجارة وقنابل المولوتوف على المئات من رجال الشرطة ووحدات مكافحة الشغب, فيما استخدمت الشرطة خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع، ومكبرات الصوت طالبةً من المتظاهرين الهدوء. ويقبع أوجلان حالياً في سجن بجزيرة "إيمرالي" في بحر مرمرة قبالة مدينة إسطنبول، حيث يقضي عقوبة السجن مدى الحياة بعد إدانته بقتل الآلاف خلال الصراع الدامي والمرير الذي قاده على رأس حزب العمال لفصل المناطق الكردية بتركيا عن الحكم المركزي, وأعتقل أوجلان بكينيا في فبراير من العام 1999، حيث اقتيد منها إلى تركيا وحُكم عليه بالإعدام بتهمة الخيانة وقيادة حركة انفصالية قبل أن يخفف الحكم إلى السجن المؤبد عام 2002 بعد إلغاء عقوبة الإعدام بتركيا. وفي مايو من العام 2005، أوصت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بتنظيم محاكمة جديدة لأوجلان بعد أن اعتبرت محاكمته السابقة غير عادلة. وشهدت الفترة التي أعقبت اعتقال أوجلان تفككاً في حزب العمال، حيث مالت بعض تياراته إلى الهدنة مع أنقرة، بينما تواصل مجموعات أخرى القتال انطلاقاً من قواعد بالعراق وإيران. وأكد أوجلان نوفمبر الماضي أنه مستعد لقبول حل ديمقراطي للصراع بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني الذي ينتمي له, مشيراً إلى أنه شعر بالحزن بسبب سقوط قتلى في المعارك التي اندلعت في الآونة الأخيرة بين جماعته والقوات المسلحة التركية, وقال:" نحن في غمار عملية حرجة... أقدم طلبًا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان وحزب العمال الكردستاني لن ينتهي.. أنتم ترتكبون خطأ. اقترحوا مخرجًا ونحن مستعدون لقبول أي حل ديمقراطي من أي نوع".