أمر احتياطي من البنتاغون لإيجاد بدائل لقاعدة انجرليك

تحسبا لقيام تركيا بإغلاقها
أمر احتياطي من البنتاغون لإيجاد بدائل لانجرليك

محيط - وكالات

بدأت الأزمة بين تركيا والولايات على خلفية اعتبار مجلس النواب مجزرة الأرمن إبان العهد العثماني خلال الحرب العالمية الأولى "إبادة جماعية"، تتخذ منحنى تصاعديا، حيث أصدر الجيش الأمريكي أمرا لقياداته في أوروبا حتى يكونوا مستعدين لتنفيذ البدائل لقاعدة إنجرليك الاستراتيجية الأمريكية في تركيا حال قررت أنقرة إغلاقها، وقال المسؤولان إن الأمر الاحتياطي صدر قبل أيام ويعدّ خطوة مبدئية لضمان استمرار الإمدادات والعمليات اللوجيستية للقوات الأمريكية.

وقد بدأ الجيش الأمريكي مؤخرا في تقييم الخيارات اللوجيستية البديلة ومن بينها الأردن، والكويت حال فرض الحكومة التركية قيوداً على التسهيلات المقدمة للولايات المتحدة لإمداد عملياتها العسكرية في العراق، ومنها حق استخدام المجال الجوي، وقاعدة "أنجلريك".

وكانت الحكومة التركية قد هددت باللجوء إلى هذه الخطوة على ضوء قرار مجلس النواب الأمريكي باعتبار مجزرة الأرمن إبان العهد العثماني خلال الحرب العالمية الأولى "إبادة جماعية".

وقال مسؤول أمريكي : الاحداث تفرض أن نبحث عن خطط أكثر تفصيلاً حال تقليص أو وقف التسهيلات التركية، مشيراً إلى أن تركيز البنتاغون ينصب في إيجاد طُرق لشحن الإمدادات والتجهيزات العسكرية الضرورية للجيش الأمريكي المتواجد في العراق.

معارضة قرار الأرمن

وعبّر وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس عن معارضته لتمرير مشروع القرار حول الأرمن بسبب الارتباط الكبير لقواته في المنطقة بقاعدة أنجرليك، ولاسيما من حيث يسر استخدام الطرقات في تركيا.

وأوضح أن سبعين في المائة من الشحنات الجوية العسكرية والوقود إلى الجيش الأمريكي في العراق تمر عبر تركيا، وأضاف أنّ ثلث الوقود الذي يتمّ استخدامه يمرّ أو يأتي من تركيا، فضلا عن 95 بالمائة من المدرعات المضادة للألغام، التي تعمل في العراق تأتي من ذات المصدر.

ويشير موقع مختصّ بالمسائل العسكرية، إلى أنّ قاعدة أنجرليك تتمتّع بموقع استراتيجي مهمّ جدا بحكم قربها من نقاط النزاع، مثل العراق وإيران، وأضاف أنّ القاعدة توفّر مدرجا طوله 10000 قدم، وآخر بديلا طوله 9000 قدم، فضلا عن 57 مأوى مجهز للطائرات.

ووفقا لمجموعة جين للإعلام فإنّ للجيشين الأمريكي والبريطاني وحدات في قاعدة أنجرليك، فضلا عن طائرات مثل C-130 وF-16 فالكون، وF-15 إيغل، وجاغوار وKC-135، فضلا عن معدات ووسائل شحن أخرى، ويشار إلى أن البنتاجون بدأ مسبقاً، ومع تراجع أعداد القوات الأمريكية المرابطة في آسيا الوسطى خلال السنوات القليلة الماضية، في النظر في خيارات بديلة عن تركيا، نظراً لتنامي الاعتماد على تلك الدولة.

استدعاء السفير التركي

ومن جانبها استدعت تركيا سفيرها لدى الولايات المتحدة الأمريكية رداً على قرار مجلس النواب الأمريكي باعتبار مجزرة الأرمن، إبان العهد العثماني، خلال الحرب العالمية الأولى "إبادة جماعية".

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش حاولت احتواء بوادر الأزمة مع تركيا، من خلال تأكيد أهمية العلاقة مع أنقرة، وذلك بعدما وافقت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ليل الأربعاء على اعتبار عمليات القتل التي تعرض لها الأرمن في زمن الإمبراطورية العثمانية "إبادة جماعية".

وسارع البيت الأبيض إلى التعبير عن "خيبة أمله" حيال القرار، وأكد أنه بذل قصارى جهده لمنع تمريره، فيما أبدت أوساط مطلعة خشيتها من تأثير هذه التطورات على التسهيلات العسكرية التي تقدمها تركيا إلى الولايات المتحدة، وخاصة في العراق.

وفي هذا السياق، قال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، نيكولاس بيرنز، إن واشنطن ترغب في أن تبعث إلى شعب تركيا وحكومتها "رسالة احترام ودعم" مع الأمل بمواصلة العمل المشترك، من جهته، قال نابي سنسوي، سفير تركيا في واشنطن، إن الخطوة "مؤذية جداً" لمشاعر الشعب التركي، فيما حذرت السفارة الأمريكية في أنقرة من احتمال أن تشهد البلاد خلال الفترة القصيرة المقبلة تظاهرات معادية للولايات المتحدة.