استدعت تركيا سفيرها لدى الولاياتالمتحدة للتشاور بعد موافقة لجنة بمجلس النواب الأميركي على مشروع قرار يعتبر أن الأرمن تعرضوا للإبادة على يد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الثانية. واكد ليفنت بيلمان المتحدث باسم الخارجية التركية إن أنقرة استدعت سفيرها لدى واشنطن نابي سنسوري لمدة أسبوع إلى عشرة أيام، ولكنه أوضح أنه لا يجب فهم ذلك على أنه تم سحبه بشكل دائم وانه سيتواجد في أنقرة خلال أيام لإجراء مشاورات ، كان الرئيس التركي عبد الله جوا قد اكد ان مشروع القرار غير مقبول وليس له أي أساس ولا يحترم الأتراك وأوضح أن هذا التصرف لا يتناسب ولا يفيد الولاياتالمتحدة. من جانبها أعلنت الادارة الأميركية أنها ستبذل كل ما في وسعها لعرقلة مصادقة الكونجرس النهائية على وثيقة تعترف بوقوع "إبادة" للأرمن في مطلع القرن العشرين والتي أثارت، كما كان متوقعا، غضب حليفتها الإستراتيجية تركيا. وأعلن جردن جوندرو المتحدث باسم البيت الأبيض أن إدارة الجمهوريين ستواصل جهودها للحيلولة دون مصادقة الكونجرس الذي يهيمن عليه الديموقراطيون نهائيا على الوثيقة. من جانبها أعلنت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أنها عازمة على إدراج المصادقة على الوثيقة في جدول أعمال الجلسة العامة وقالت إنه "تمت المصادقة عليها في اللجنة وستطرح للتصويت في الجلسة العامة" لكنها لم توضح متى سيتم ذلك في حين رجحت مصادر مطلعة أن يتم خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني. كانت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي قد صوتت الأربعاء على مشروع القرار بأغلبية 27 صوتا مقابل 21، وسيطرح للتصويت في المجلس حيث يقول زعماء ديمقراطيون إن اقتراعا سيجرى عليه بحلول منتصف نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ويؤكد مشروع القرار أن ما وقع للأرمن من الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى كان "إبادة"، وأن على السياسة الأميركية الاعتراف بذلك اعترافا تاما، خاصة في سياستها حيال تركيا. وتقر الوثيقة بأن مئات الآلاف من الأرمن من ضحايا المجازر والنفي في عهد الإمبراطورية العثمانية هلكوا في عملية إبادة عام 1915 وهي عبارة ترفضها تركيا بتاتا. وتخشى الإدارة الأميركية بشكل خاص أن تتوقف تركيا عن تسهيل فتح مجالها الجوي وحدودها أمام الإمدادات الأميركية إلى العراق وأفغانستان عبر أراضيها وأن ترفض وضع قاعدة انجرليك في الجنوب، تحت تصرف القوات الأميركية. وأعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني ديس براون في لندن أن الأتراك كانوا واضحين بما فيه الكفاية بشأن الإجراءات الانتقامية التي قد يتخذونها. يذكر أن 70 بالمئة من الإمدادات الجوية الأميركية و30 بالمئة من الوقود و95 بالمئة من الآليات المدرعة الجديدة المخصصة للعراق تعبر تركيا.