أصبحت المجازر التي تعرض لها الارمن في السنوات الاخيرة من عهد السلطنة العثمانية قبل نحو قرن من الزمن محور معركة سياسية في الولاياتالمتحدة يتواجه فيها اعداء قديمون على خلفية ازمة دبلوماسية مع حليف هام في النزاع الدائر في العراق . ووسط هذا النزاع الدائر بين الكونجرس وتركيا الرافضة قطعيا تحميلها اوزار المسؤولية التاريخية عن جريمة ابادة، وعد البيت الابيض بمواصلة جهوده للحؤول دون اقرار هذا النص في الكونجرس، خوفا من تداعيات دبلوماسية.وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس ان «الاتراك كانوا واضحين بما فيه الكفاية» بشأن الاجراءات التي قد يتخذونها ردا على الكونغرس. وذكر ان 70% من الامدادات الجوية الاميركية و30% من الوقود و95% من الاليات المدرعة الجديدة المخصصة للعراق تمر عبر تركيا.الا ان بعض الخبراء يعتقدون ان هذه القضية لا تخلو من بعض التضخيم، سواء من جانب انقرة التي يتهمونها بالقيام برد فعل مضخم على قرار غير ملزم لمجلس النواب، ام من الديموقراطيين الذين يسعون بالوسائل كافة الى وضع العراقيل في وجه الرئيس جورج بوش. وقال جورج هاريس المسؤول السابق في وزارة الخارجية المتخصص في الشؤون التركية ان «هذا القرار سبق ان تبنته اللجنة عينها في 2005 ومع هذا لم يؤد الى شيء لأن الجمهوريين كانوا في الحكم ولم يريدوا احراج الرئيس». واضاف ان هذه المرة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي يشكل الاميركيون من اصل ارمني جزءا من ناخبيها في ولاية كاليفورنيا «لديها هواجس اقل» والسؤال المطروح حاليا بالنسبة الى الادارة الاميركية هو معرفة ما اذا كانت تركيا ستلجأ الى ردود فعل انتقامية ولا سيما اغلاق قاعدة انجرليك الجوية في جنوب البلاد امام القوات الاميركية او الحد من حرية تحركها في هذه القاعدة، التي تعتبر معبرا اساسيا للامدادات الجوية الاميركية المتجة الى العراق وافغانستان.ومن واشنطن قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي الذي يترأسه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان «اولئك الذين يؤكدون ان تركيا تخادع عليهم الا يسخروا من تركيا على التلفزيون مباشرة على الهواء». وذكر بان الطائرات العسكرية الفرنسية منعت من التحليق في المجال الجوي التركي منذ اعتبرت فرنسا المجازر المرتكبة بحق الارمن ابان السلطنة العثمانية «ابادة». واضاف محذرا «تخيلوا ماذا يمكن ان يحدث للولايات المتحدة» في حال منعتها تركيا من استخدام انجرليك.وقال ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك انه يجب عدم التقليل من تداعيات هكذا قرار، مشيرا الى ان الاتراك جديون في مواقفهم اكثر من اي وقت مضى. واضاف «لا اعتقد ان الامر عبارة عن خطوة بين دبلوماسيتين فحسب. هذا القرار ادى الى اثارة غضب الرأي العام في تركيا».اما ميشال روبين المتخصص في الشؤون التركية في اميريكان انتربرايز انستيتيوت، فاعتبر ان هذه الازمة تهدد ايضا بافشال محاولات البيت الابيض الرامية الى اقناع تركيا بعدم مطاردة متمردي حزب العمال الكردستاني الانفصالي على الارضي العراقية. وقال «نحن في فترة ما قبل الانتخابات» و«للأسف فان الكثير من الاشخاص في الكونغرس مستعدون لاتخاذ مواقف اكثر من تحمل التبعات».