واشنطن: قفزت مبيعات النفط الخام السعودي إلى شركات التكرير الأمريكية في مارس/آذار الماضي 50% من أدنى مستوى بلغته في أغسطس/ آب 2009. وأعلنت إدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية في تقرير عن حركة النفط في مارس/ آذار، أن متوسط مبيعات النفط الخام السعودي في الولاياتالمتحدة بلغ مليون و148 ألف برميل يومياً مرتفعاً من 745 ألفاً في أغسطس/آب الماضي. وأوضح التقرير الذي أوردته صحيفة "الحياة" اللندنية أن الزيادة غير المتوقعة وضعت حداً لتراجعات حادة ليس في صادرات النفط السعودية إلى أمريكا فحسب، بل وفي التبادلات التجارية للبلدين إذ ارتفع حجم الفائض التجاري المحقق للسعودية في مارس/آذار إلى 1.7 مليار دولار أعلى مستوى له منذ بداية الركود الاقتصادي في أمريكا نهاية/ نوفمبر/ تشرين الثاني 2008. وأشار التقرير إلى أن شهر مارس/آذار شكل بداية انعطاف في استهلاك الوقود في أمريكا، فبعدما ساهم اعتدال الطقس في انخفاض الطلب المحلي ب 70 ألف برميل يومياً في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، يعتقد محللون في الإدارة أن ترسخ دعائم الانتعاش الاقتصادي في الفصل الثاني، الذي ينتهي بحلول بداية موسم السفر، سيرفع الاستهلاك بمقدار 360 ألف برميل يومياً. ووفقاً لمصادر صناعة النفط الأمريكية سجل إنتاج البنزين في أمريكا رقماً قياسياً تاريخياً في مارس/ آذار مرتفعاً إلى 9.3 مليون برميل يومياً، أما الاستهلاك الفعلي لهذا الوقود الحيوي فارتفع 3.8% مقارنة بنفس الفترة من 2009 ثم ارتفع ثانية 2.2% في إبريل/نيسان 2010، مقارنة مع إبريل/ نيسان 2009. وجاءت الزيادة الضخمة في مبيعات النفط السعودي إلى شركات التكرير في الولاياتالمتحدة بعد انكماش واردات النفط الخام الأمريكية في شكل غير مسبوق بلغ ذروته في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حين انخفضت إلى نحو ثمانية ملايين برميل يومياً من متوسط سنوي يزيد قليلاً على 10 ملايين برميل يومياً قبل الأزمة المالية في 2007. وانتعشت واردات أمريكا من النفط الخام مع خروج اقتصادها من ركوده مرتفعة إلى 9.3 مليون برميل يومياً في مارس/آذار الذي شهد بدوره ارتفاع الصادرات السعودية بنسبة 22%، مقارنة مع نفس الفترة من 2009 وبنسبة 29% مقارنة مع فبراير/شباط 2010. ولم تساهم زيادة صادرات النفط الخام السعودية في ارتفاع حصة آرامكو في واردات النفط الأمريكية من 8.4% في أغسطس/آب 2009 إلى 12.4% في مارس/آذار الماضي فحسب، بل دعمت أيضاً حصة منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" التي ارتفعت بنحو 51%.