قفزت اسعار العقود الاجلة للنفط الخام في نيويورك امس الاول اكثر من دولار متجاوزة 71 دولارا للبرميل مع تزايد المخاوف بشأن امدادات النفط من ايران بعد ان فشلت رسالة من الرئيس الايراني الي الرئيس الامريكي جورج بوش في تقريب البلدين من اتفاق بشان البرنامج النووي لطهران. وبلغ سعر عقود النفط الخام الامريكي الخفيف لتسليم يونيو 71.30 دولار للبرميل مرتفعا 1.53 دولار في بورصة نايمكس. وفي بورصة البترول الدولية بلندن بلغ سعر عقود مزيج النفط الخام برنت لتسليم يونيو 71.70 دولار للبرميل مرتفعا 1.49 دولار. وكانت اسعار النفط قد اخفضت بداية تعاملات هذا الاسبوع بعدما بعث الرئيس الايراني برسالة لم يسبق لها مثيل الي الرئيس الاميركي الامر الذي انعش امال المتعاملين في ايجاد حل للنزاع حول برنامج طهران النووي، وفي نهاية التعاملات جري تداول عقود يونيو عند 69.65 دولار للبرميل بعدما كان السعر قد هبط في وقت سابق الي 68.25 دولار. وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد انه ينتظر ردا علي رسالة بعث بها للرئيس بوش لكن مسؤولين أمريكيين وصفوها بانها تخرج عن سياق الخلاف الدائر حول برامج طهران النووية. وفي الرسالة وهي الاولي من رئيس ايراني لرئيس أمريكي منذ ان قطعت واشنطن علاقاتها مع ايران بعد قيام الثورة الاسلامية عام 1979 قال احمدي نجاد انه يقترح "سبلا جديدة" لتسوية كثير من المشاكل التي تواجه الانسانية لكن نسخة من الرسالة التي تقع في 18 صفحة والتي أرسلت يوم الاثنين الماضي أظهرت انها تركز أساسا علي توجيه اللوم لواشنطن ولم تحتوي علي أي أفكار لانهاء المواجهة المتعلقة بطموحات ايران النووية. وكان التوتر بين الغرب وايران قد رفع اسعار النفط الخام الامريكي الي مستوي قياسي 75.35 دولار في ابريل الماضي. وفي اطار سعيها لخفض الاسعار دون جدوي بعد ان اقتربت طاقتها الانتاجية لاعلي مستوي وتأكيدا لزيادة انتاج اوبك خلال شهر ابريل الماضي وهو اعلي مستوي من الانتاج خلال العام الحالي، فقد اشارت ادارة معلومات الطاقة الامريكية ان انتاج منظمة اوبك من النفط في ابريل زاد 90 الف برميل يوميا عما كان عليه في مارس . وقالت الادارة ان منظمة البلدان المصدرة للبترول اوبك انتجت 29.78 مليون برميل يوميا في ابريل نيسان صعودا من تقدير معدل 29.69 مليون برميل يوميا في مارس. وكانت الادارة قدرت في وقت سابق ان انتاج اوبك في مارس بلغ 29.75 مليون ب-ي. وقالت الادارة في تقريرها الشهري عن سوق النفط ان اعضاء اوبك العشرة الذي يخضعون لنظام الحصص الإنتاجية انتجوا 27.88 مليون ب-ي في ابريل مقارنة مع 27.79 مليون برميل يوميا الشهر السابق. ولم تعدل الإدارة تقديرها للمعروض من المنتجين خارج اوبك والذي يتوقع ان يهبط 200 الف برميل يوميا في الربع الثاني لعام 2006 مقارنة مع الفترة نفسها منذ عام الي 50.5 مليون برميل يوميا. ومن جانبها قالت المملكة العربية السعودية ان طاقتها الاحتياطية لانتاج النفط تبلغ الان نحو 1.8 مليون برميل يوميا وان الزيادات الاضافية في هذه الطاقة ستمكن المملكة من تلبية 50% من النمو في الطلب العالمي علي النفط بحلول عام 2010. وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي إن الطاقة الاحتياطية الحالية التي تبلغ 1.8 مليون برميل يوميا لا تتضمن الاضافات المتوقعة في السنوات الثلاث المقبلة والتي ستمكن بلاده من تلبية نصف الزيادة المتوقعة في الطلب. وتعمل السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم علي زيادة طاقة انتاج النفط الي 12.5 مليون برميل يوميا بحلول عام 2009. واضاف النعيمي انه يتوقع ان تستقر أسعار النفط -التي تقل قليلا عن مستوياتها القياسية- خلال العقد الحالي وأكد من جديد أن المملكة مستعدة لزيادة انتاجها اذا اقتضت الضرورة. وقال النعيمي ان طاقة تكرير النفط العالمية ستظل مصدر قلق في السنوات الاربع المقبلة ودعا الدول المستهلكة والمنتجة الي العمل علي ازالة العوائق التي تواجه الصناعة. وأحجم النعيمي عن ذكر نطاق لسعر النفط مشيرا لصعوبة التنبوء بتحركات الاسعار. وأكد ان بلاده علي استعداد لزيادة انتاجها اذا تطلب الامر مشيرا الي ان الكميات الاضافية ستكون من الخام الخفيف. وقال النعيمي في وقت سابق من الشهر ان استمرار سعر برميل النفط فوق 70 دولارا ليس في مصلحة المنتجين والمستهلكين. وسجلت اسعار النفط في الولاياتالمتحدة مستوي قياسيا فوق 75 دولارا للبرميل في الشهر الماضي ويرجع ذلك جزئيا لمخاوف من تأثير المواجهة بين ايران والدول الغربية بشأن برنامجها النووي علي صادرات طهران. وتقدم اوبك ثلث الامدادات العالمية من النفط ولكنها عجزت عن كبح جماح الاسعار. وتمتلك السعودية أكبر مصدر في أوبك نصيب الاسد من طاقة الانتاج الاحتياطية للمنظمة وقالت مرارا انه ليس هناك طلب علي كميات إضافية من خامها الثقيل اذ ان تكريره أصعب. وأعرب النعيمي عن اعتقاده بان مدي كفاية طاقة التكرير العالمية سيكون مثار قلق للصناعة في السنوات الاربع المقبلة في ضوء تراجع الاستثمارات في القطاع علي مدي العقدين الاخيرين وسياسات حكومية صارمة في الدول الصناعة الرئيسية والقيود الشديدة التي تفرضها. وتابع أنه بالرغم من وجود العديد من المشروعات العالمية لبناء مصافي جديدة أو توسيع المصافي القائمة فان الانتهاء من هذه المشروعات يستغرق وقتا طويلا وأضاف أن المصافي الموجودة حاليا قديمة وتحتاج الي تحديث. وقال النعيمي ان شركة ارامكو السعودية تنوي زيادة طاقة التكرير في الداخل والخارج بواقع مليوني برميل يوميا علي مدار السنوات الخمس المقبلة.