تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام عن مستوي 109.45 دولار للبرميل خلال التعاملات الآجلة الجمعة، بعد أن دفع تعافي الدولارعن أدني مستوياته أمام اليورو، وتصريحات سعودية تفيد بأن الأسواق تتلقى إمدادات جيدة المستثمرين الي تقليل مراكزهم، فيما سجل نفط أوبك مستوي قياسيا عند 103.7 دولار. فقد الخام الامريكي الخفيف للعقود تسليم مايو/ آيار 66 سنتا بنسبة 0.6% وجرى تداوله بين 10 .109 و110.82 دولار. كان الخام قد فقد 51 سنتا في بداية المعاملات نحو 109.56 دولار للبرميل بعد أن أنهى الجلسة السابقة على خسائر بلغت 76 سنتا. علي صعيد خام القياس الاوروبي، تراجع مزيج برنت 28 سنتا الي 107.92 دولار للبرميل. كان الخام الامريكي قد سجل مستوى قياسيا بلغ 112.21 دولار للبرميل الاربعاء بعد بيانات للحكومة الامريكية أظهرت هبوطا مفاجئا في مخزونات النفط والوقود. وعلي صعيد آخر، جاء هبوط الأسعار بعد تعافى الدولار من مستويات قياسية منخفضة أمام اليورو إثر تعليقات رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه، التي عبر فيها عن مخاوف من ارتفاع التضخم وركود النمو والتقلبات في اسواق الصرف الاجنبي. ودفع ضعف العملة الأمريكية مؤخرا الصناديق الاستثمارية الى شراء السلع المقومة بالدولار مما رفع أسعار النفط الخام والذهب والمعادن والحبوب. لكن المخاوف من تراجع الطلب على النفط في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم قوضت الأسعار مع ظهور علامات جديدة على ضعف سريع للاقتصاد غطت على المخاوف بشأن هبوط المخزونات الامريكية. فأعلنت وكالة الطاقة الدولية الجمعة إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بأقل من المتوقع خلال عام 2008 بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة ودول صناعية أخرى، وقالت في تقريرها الشهري عن سوق النفط إن الاستهلاك العالمي سيرتفع بنسبة 1.27 مليون برميل يوميا بانخفاض بمقدار 460 الف برميل يوميا عن التوقعات السابقة. وجاء التقدير في أعقاب احدث توقعات أوردها صندوق النقد الدولي الاسبوع الثاني من ابريل/ نيسان 2008، والتي خفض فيها توقعاته للنمو الاقتصادي بالولاياتالمتحدة - أكبر مستهلك للنفط في العالم- الى 0.5 % من 1.5 %. وفي المملكة العربية السعودية، تجاهل وزير النفط علي النعيمي الخميس دعوات من الدول المستهلكة الي زيادة الانتاج قائلا ان إمدادات الخام كافية وان ارتفاع الأسعار الي مستويات قياسية لا يرجع الي نقص المعروض. امدادات النفط السعودية لاوروبا مستقرة في مايو قالت مصاف اوروبية الجمعة ان السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم ستبقي على امداداتها من النفط الخام في مايو /أيار 2008 مستقرة للمشترين من اوروبا دون تغيير عن مستوياتها في ابريل/ نيسان. وكان المشترون قد توقعوا ان تبقى الامدادات السعودية مستقرة بعد اتفاق السعودية وبقية الدول الاعضاء في أوبك في مارس/ اذار على الابقاء على امدادات المنظمة دون تغيير. يذكر، أن المملكة تضخ تسعة ملايين برميل يوميا من الخام بما يعكس طلبا متزايدا من عملائها، بينما تبلغ طاقتها الانتاجية 11.3 مليون برميل يوميا وسترتفع الى 12.5 مليون برميل يوميا في 2009. ارتفاع نفط أوبك علي الوجه الاخر للعملة، أعلنت الأمانة العامة لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" الجمعة في فيينا ارتفاع أسعار نفط المنظمة نحو مستوي قياسيا قدره 103.74 دولار للبرميل. وجاء مكاسب خام اوبك المقدرة ب 1.36 دولار للبرميل بالرغم من توقعات بتراجع الطلب العالمي علي الخام ، واعلان السعودية وجود فائض في الطاقة الإنتاجية بقطاع النفط لديها يمكن اللجوء إليها لسد أي عجز في إمدادات النفط بالأسواق العالمية. يشكل نفط دول أوبك وعددها 13 دولة حوالي 40% من إجمالي إمدادات النفط في الأسواق العالمية، يتم تحديد سعر نفط أوبك على أساس متوسط أسعار أهم 13 نوعا من خامات نفط أوبك. الدولار يقلص خسائره أمام اليورو مع ارتفاع كلفة الواردات خفض الدولار بعضا من خسائره أمام اليورو الجمعة بعد أن أشار ارتفاع مفاجيء في بيانات أسعار الواردات الامريكية في مارس/ اذار 2008، الى ضغوط تضخمية قد تحد من قدرة مجلس الاحتياطي الاتحادي - البنك المركزي الأمريكي- على الاستمرار في خفض الفائدة. كا سعر صرف اليورو كسب 0.5 % الى 1.5825 دولار بالمقارنة مع 1.5840 دولار قبل صدور التقرير بعد أن سجل ذروته عند مستوى 1.5855 دولار. وجاء تقرير لوزارة العمل الامريكية ليظهر ارتفاع اسعار الواردات الامريكية بنسبة أكبر من المتوقع بلغت 2.8% في مارس /اذار إثر ارتفاع أسعار النفط 9.1%. وفي المقابل زادت قيمة الصادرات الامريكية بنسبة 1.5% خلال الشهر ذاته، وهي نسبة اعلى من المتوقع كذلك واكبر نسبة شهرية مسجلة مع استمرار ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية والغذائية. توقع محللون ارتفاع كلفة الواردات بنسبة 2% خلال مارس مقارنة 0.2% خلال فبراير/ شباط، بينما توقعوا ارتفاع اسعار الصادرات بنسبة 0.5 % مقارنة مع 0.9 % في فبراير. (ويترز، د ب أ)