الكوارث الطبيعية تكبد الاقتصاد العالمي 222 مليار دولار محيط - سالي العوضي الكوارث الطبيعية وتلك الفنية الناتجة عن النشاط الإنساني كان لها أضرار جسيمة العام الحالى على الاقتصاد العالمي الذي لم يتعافي بعد من تداعيات الأزمة المالية الأخيرة، حيث تكبد هذا العام جراء تلك الكوارث قرابة 222 مليار دولار وذلك وفق احصائية أولية نشرتها شركة "سويس ريه" السويسرية، ثاني أكبر شركة إعادة تأمين في العالم،. وأشارت النشرة إلى أن فاتورة تلك الكوارث قد زادت بنسبة 250% عن تكلفة الأضرار التي وقعت في العام الماضي، والبالغة 63 مليار دولار، إن إجمالي ما دفعه قطاع التأمين في العالم هذا العام كتعويضات عن الأضرار بلغ 36 مليار دولار، وهي تزيد بنسبة 34% عما تكبدته العام الماضي البالغة 27 مليار دولار، وتتوزع تلك التعويضات بواقع 31 مليار دولارعن الكوارث الطبيعية، و5 مليارات دولار عن الكوارث الفنية "مِن صنع الإنسان". وأوضحت الاحصائية التى أوردتها صحيفة "الوطن" السعودية أن الأضرار الناجمة عن الزلازل قد تجاوزت المُعدل المتوسط لكلفة الزلازل خلال السنوات العشرين الأخيرة، في حين بقيت كلفة الكوارث الفنية ضمن المعدل العام. وأشارت الشركة التى تتخذ من زيورخ مقراً لها إلى أن الكوارث الطبيعية وتلك التي تسبب فيها الإنسان أودت بحياة 260 ألف شخص في العالم هذا العام، وهو أعلى رقم مُنذ عام 1976، ويرجع هذا العدد المُرتفع للضحايا خلال الأشهر ال 11 الأولى مِن العام الحالي أساساً إلى الزلزال الذي ضرب هايتي في يناير/كانون الثاني الماضي والذي أسفر عن وفاة أكثر مِن 222 ألف شخص. وكانت موجه القيظ التي ضربت روسيا بمثابة ثاني أكبر كارثة يشهدها عام 2010 بعد أن أسفر عن 15 ألف وفاة. والفيضانات التي شهدتها الصين وباكستان في الصيف الماضي أسفرت عن وفاة ما يقرب مِن 6225 شخصا.. ثالث أكبر كارثة طبيعية. وللمقارنة فإن مُجمل عدد ضحايا الكوارث في العام الماضي لم يتجاوز 15 ألف شخص. وكانت هناك 8 كوارث تجاوزت كل واحدة منها المليار دولار "مِن ناحية ما دفعته شركات التأمين" مِن بينها: زلزال شيلي 8 مليارات دولار ، وإعصار كزينتيا الذي اكتسح أوروبا الغربية في فبراير/شباط 2,8 مليار دولار، وزلزل نيوزليندا في سبتمبر/أيلول 2,7 مليار دولار ، وانفجار المنصة النفطية "ديب ووتر هوريزون" الذي أسفر عن أسوأ تلوث نفطي في تاريخ الولاياتالمتحدة مليار دولار والرقم مُرجَّح للارتفاع لعدم انتهاء مطالب التعويض. فيضانات وعلى صعيد متصل، ذكر تقرير للأمم المتحدة بعنوان "الكوارث الطبيعية والتنمية المستدامة" في جنيف نهاية 2008 إلى أنه من المتوقع أن تصل التكلفة الإجمالية للكوارث الطبيعية إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2050، بارتفاع يصل إلى نحو 750% عن المستويات الحالية، ووقوع حوالي 100 ألف حالة وفاة سنوياً . وتزداد المخاطر والخسائر، حسب التقرير، بزيادة درجة العشوائية في المدن الكبرى وغيرها من البيئات سيئة التخطيط، خاصة في المناطق المعرضة لمخاطر عالية بحزام زلازل وبراكين، أو فيضانات وانهيارات أرضية وغيرها من الكوارث . وتوقعت دراسة شاملة أجرتها مؤسسة "ميونيش ري" وهي شركة إعادة تأمين متخصصة في الكوارث الطبيعية وقوع زلزال قوي في 70 مدينة من أكثر 100 مدينة أهمية حول العالم خلال الخمسين عاماً المقبلة . وعلى مستوى التغيرات المناخية الناتجة عن الاحتباس الحراري، توقع فريق من خبراء التغير المناخي التابع لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة أن تعاني آسيا وأمريكا اللاتينية أكثر من غيرها، مشيرين إلى احتمالات تتراوح من بين 90 إلى 99% خلال السنوات الخمسين المقبلة، أن تشيع الفيضانات في أمريكا اللاتينية، وان يهدد ارتفاع مستوى سطح البحر بقاء بعض البلدان والجزر، إضافة إلى زيادة حدة العواصف الاستوائية . أسوأ التوقعات نشرت إحدى شركات التأمين السويسرية دراسة حول الكوارث الطبيعية الرئيسية بالعالم وافتراضات تكرار حدوثها، وكان من بينها فيضان المدن البريطانية التي رجحت له إمكانية وقوعه مرة كل 60 عاماً، وهي أقصر مدة بين الكوارث الأخرى المتوقعة . وكانت بعض الأحداث المرصودة تقع مرة كل ألف سنة، بما يمكن لشركات التأمين أن تغفل مخاطرها على المدى البعيد، وتتراوح الخسائر بين حد أقصى يبلغ 500 مليار دولار لزلزال كبير في اليابان إلى خمسة مليارات لعاصفة رياح تضرب بلجيكا . وفي ما يأتي أهم الكوارث المتوقعة واحتمال الزمن المتوقع قبل تكرار وقوعها وتكاليف الخسائر : زلزال "رئيس" باليابان كل 200 عام يكلف 300 مليار دولار، زلزال في كاليفورنيا كل 200 عام يكلف 300 مليار إعصار هائل في أمريكا كل 200 عام يكلف 300 مليار، زلزال رئيس في ايطاليا كل 500 عام يكلف 50 ملياراً زلزال في تركيا كل 100 عام يكلف 50 ملياراً، زلزال في البرتغال كل ألف عام يكلف 50 ملياراً وعاصفة في ألمانيا كل 200 عام تكلف 15 ملياراً.