مرشحو"الشعب" ينتهزون الفرصة مليارا جنيه فاتورة العيد في مصر محيط كريم فؤاد ينتظر محمد يوسف (10 أعوام) بشغف إنتهاء والده وجده من صلاة العيد للحصول على العيدية التي يصل إجمالي فاتورتها في مصر إلى 100 مليون جنيه، وهو ما يحرص أيضا عليه سيد رجب (ستون عاما) موظف على المعاش حيث يعطي أحفاده الخمسة مبلغ مالي صباح كل عيد. وبعد أداء الصلاة يجتمع الأحفاد في منزل العائلة في جو أسري بهيج للاحتفال بمظاهر العيد والحصول على العيدية التي تحدد على حسب العٌمر وتتراوح ما بين 10 جنيهات وخمسين جنيها. لكن ما يغضب الجد اختفاء الجنيه الورقي، فقد اعتاد أن يمنح العيدية بالعملة الورقية، بيد أن واقع الحال قد يضطره إلى العملات المعدنية التي انتشرت بصورة ملحوظة في الآونة الأخيرة وهي أحد الحلول السريعة لمشاكل الحكومة الاقتصادية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تغذية معدلات التضخم ورفع أسعار السلع بصورة جنونية وفقا لخبراء الاقتصاد. إلا أن (محمد يوسف) ما يهمه ليس النقود الورقية أو المعدنية ولكن جمع أكبر مبلغ مالي في تلك المناسبة الدينية التي تتكرر كل عام مرتين في عيد الفطر والأضحى المباركين بهدف شراء كل ما يتمناه من ألعاب مع إدخار مبلغ مالي صغير لإنفاقه فيما بعد وشراء ما لذ وطاب من حلوى والذهاب إلى ال "سايبر" للعب مع أصدقائه على أجهزة الكمبيوتر. ويصل إجمالي فاتورة العيد في مصر إلى نحو 2 مليار جنيه شاملة العيديات والملابس الجديدة وثمن الأضاحي واتصالات المهنئين ورسائل المعايدة SMS والهدايا الذهبية والعينية والصدقات فضلا عن "اللحمة" المستخدمة في الدعاية الانتخابية للمرشحين المتنافسين على مقاعد البرلمان المصري. حمدى عبدالعظيم وتوقع الرئيس السابق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية الدكتور حمدي عبد العظيم في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط" إن تصل قيمة الأضاحي خلال عيد الأضحى المبارك إلى نحو 500 مليون جنيه مشيرا إلى حدوث ارتفاعات ملحوظة لأسعار اللحوم المحلية والمستوردة خلال الوقت الحالي وهو ما أثقل كاهل المستهلكين. وهو ما أكده (سيد رجب) حيث قال إن التهاب أسعار اللحوم يفوق قدرته الشرائية وتراوح سعر الخروف بين 1500 جنيه و ألفين جنيه والجاموسة إلى أكثر من 7 ألاف جنيه وهو ما جعله يعجز عن شراء أضحية بل اشترك مع مجموعة من الأصدقاء في شراء خروف والتضحية به. وقال د. حمدي عبد العظيم إن فاتورة العيدية وحدها تصل إلى نحو 100 مليون جنيه على مستوى الجمهورية، فيما تصل إجمالي تكلفة اتصالات المعيدين عبر شركات التليفون المحمول الثالثة "فودافون" و"موبينيل" و"اتصالات" والمصرية للاتصالات المخصصة للهاتف الثابت ورسائل ال "SMS" ما بين 400 مليون جنيه و 500 مليون جنيه. ووصل عدد مشتركين التليفون المحمول إلى 66 مليون مشترك في الشركات الثلاث تقدمهم "موبينيل" بأكثر من 26 مليونا تليها "فودافون" بأكثر من 25 مليون وأخيرا "اتصالات" بنحو 15 مليون عميل. وأشار إلى أن هناك شريحة من المهنئين يقدمون هدايا ذهبية أو عينية خلال فترة الأعياد تصل قيمتها إلى نحو 400 مليون جنيه وهي تؤدي إلى انتعاش سوق الذهب والمتاجر المخصصة لبيع الهدايا في تلك الفترة. وتقول مني السيد (40) عاما موظفة بالقطاع الخاص "تعود زوجي كل عيد على شراء هدية ثمينة بهدف التودد والتقرب وهو ما جعل العيد ليس له طعم بدون ذلك الطقس الذي يحسدها عليه الكثير من صديقاتها حيث يكتفي أزواجهن بإعطاء العيدية فقط فيما يمتنع البعض عن تقديمها بسبب ضيق الحال. ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها في الثامن والعشرين من شهر نوفمبر الحالي والتي تشهد منافسة حامية بين الأحزاب المشارك أعضاءها في ذلك المارثون الانتخابي، قال الرئيس السابق لأكاديمية السادات إن المرشحين ينتهزون فترة عيد الأضحى للترويج لأنفسهم من خلال توزيع لحوم الأضاحي في الساحات وأماكن تجمع المواطنين بعد إنتهاء صلاة العيد كنوع من الدعاية الانتخابية والتي تصل فاتورتها إلى 400 مليون جنيه. وأكد (سيد الرايق) عامل بأحد شركات الغزل والنسيج أن انتخابات مجلس الشعب تعود عليه بالنفع حيث يحصل على الأموال و اللحمة خلال مسيرته في مواكب المرشحين إلا أنه يعود ويقول بحزن بعد انتهاء الانتخابات وإعلان الفائز تتبخر الوعود ولا تتبقى سوى المصالح. وأنهى د. عبد العظيم حديثه الخاص ل "محيط" بأن إجمالي فاتورة العيد في مصر تصل إلى نحو 2 مليار جنيه والتي تزيد كل عام بنسب تتفق مع زيادة الأسعار ومعدلات التضخم. وأكد محمد الأبيض رئيس شعبة شركات الصرافة في مصر أن الأسواق شهدت هدوء واضحا قبل فترة الأعياد بنحو أسبوع مؤكدا ضخامة الأموال التي تنفق في العيد مضيفا أنه لا توجد أرقاما واضحة لإجمالي فاتورة العيد في مصر. وقال إن الطلب على الريال السعودي خلال فترة الاستعداد لموسم الحج كان في معدلاته الطبيعية وتراوح بين 1.53 جنيه و1.535 جنيه للريال الواحد مؤكدا عدم نشوب أزمة في شركات الصرافة حيال تلك التحويلات.