من يسمع هذه الارقام يتخيل بأن مصر لم يعد بها فقراء او مناطق محرومة .. ، أنفق المصريون أكثر من 3 مليار جنيه خلال عيد الأضحى المبارك ، وتراوح ذلك ما بين شراء الأضاحي ولحوم العيد والهدايا والورود ورسائل المحمول و"العيديات"، على الرغم من تسجيل معدلات منخفضة في الإقبال على شراء اللحوم مقارنة بالعام الماضي. قال الدكتور عادل عامر الخبير الاقتصادي ، إن حجم إنفاق المصريين على شراء اللحوم في عيد الأضحى هذا العام تراجع عن العام الماضي بنسبة بلغت نحو 22 %، مرجعًا ذلك إلى موجة جنون الأسعار التي ضربت الأسواق المصرية. وذكرت أن القوة الشرائية للمصريين من اللحوم الحمراء بلغت نحو 58% فقط من الأضاحي الحية بإجمالي 500 مليون جنيه (أضاحي حيه محلية للأسر المصرية)، بينما بلغ إجمالي استهلاك المصريين من اللحوم 7 ملايين كيلوجرام من اللحوم، تراوحت ما بين لحوم طازجة ومجمدة، منها 2.5 مليون كيلوجرام من لحوم أغنام بلدية مذبوحة و1.6 مليون كيلوجرام لحوم خراف طازجة مستوردة، و400 ألف كيلو ضأن مجمد مستورد، و100 ألف كيلو بتلو مشفى مستورد، ومليون كيلو لحم جاموسي بلدي، و800 ألف كيلو لحم فيريزيان، و320 ألف كيلو بتلو محلي. وأوضح عامر، أن حجم استهلاك المصريين من اللحوم في عيد الأضحى يمثل نحو 14% من جملة اللحوم التي تستوردها مصر من الخارج، بقيمة تصل إلى نحو 10 مليار جنيه، وهو ما يعني أن المصريين التهموا لحوما خلال فترة العيد تقدر بنحو مليار وأربعمائة ألف جنيه من اللحوم المستوردة فقط. وجاءت تلك الأرقام استنادًا إلى دراسات ميدانية ومعلومات موثقة من مركز معلومات مجلس الوزراء ووزارة التنمية الإدارية والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وهيئة الخدمات البيطرية والهيئة العامة للحجر الزراعي والبيطري والغرفة التجارية ومنظمة الغذاء العالمية "الفاو" وبعض الجهات الدولية المهتمة بالتغذية العالمية. ووفق الدراسة، فإن نحو 20 مليون مواطن مصري لا يضحون من الأساس، من بينهم 4% أي ما يعادل 5 مليون مواطن لم يتناولوا أي لحوم في عيد الأضحى المبارك، دون أن توضح الدراسة أسباب ذلك. وعلى الرغم من الكمية الضخمة من اللحومة التي تناولها المصريون، فإن المواطن المصري- بحسب الدراسة- أقل استهلاكًا للحوم على المستوى العالمي طبقا لتقرير منظمة الغذاء العالمية "الفاو"، حيث تشير الإحصاءات إلى أن متوسط الاستهلاك السنوي للحوم الحمراء في مصر لا يتجاوز 14.9 كيلو جرام سنويًا، بما يعادل 41 جرام يوميًا وهو أقل من الحد الأدنى للغذاء طبقا للمعايير الدولية. وأشارت الدراسة إلى أن مصر تنتج نحو 40% فقط من استهلاكها من اللحوم الحمراء وتستورد نحو 60% من احتياجاتها، لافتة إلى أن إنتاج مصر من اللحوم الحمراء في تناقص مستمر خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2009 انخفض حجم الإنتاج المحلي إلى نحو 670 ألف طن سنويًا بعد أن سجل 855 ألف طن عام 2005، ثم انخفض في عام 2006 ليصل إلى 795 ألف طن عام 2007 ثم انخفض إلي 670 ألف طن عام 2009 بينما تحتاج الأسواق المصرية إلي مليون و219 ألف طن. وفي رصد للسلع الأخرى التي حظيت بنسبة استهلاك عالية من المصريين، كشفت الدراسة ذاتها، أن المصريين استهلكوا نحو 30 ألف طن من السكر، من بينها 10 آلاف طن سكر تحملتها وزارة التجارة ومديريات التموين والمجمعات الاستهلاكية، بالإضافة إلى 3 آلاف طن أرز، و3 آلاف طن مكرونة و6 مليون كيلو سمن و720 ألف زجاجة زيت بما يعادل 60 ألف كرتونة زيت طعام. وقدرت الدراسة حجم النفقات النثرية التي أنفقها المصريون خلال يوم عيد الأضحى بما يعرف في عرف الأسر المصرية "بالعيدية" والتي بلغت فاتورتها نحو 100 مليون جنيه كحد أدني بتراجع بلغ نحو 30 مليون جنيه تقريبا عن العام الماضي. وذكرت أن فاتورة التهاني في مصر بلغت قيمتها أكثر من 600 مليون جنيه، وتراوحت ما بين رسائل قصيرة عن طريق المحمول وهدايا عينية ونقدية وذهبية فاخرة وورود، من بينها 350 مليون جنيه أنفقها المصريون على رسائل التهنئة من خلال 66 مليون مشترك في شركات المحمول الثلاث، منها أكثر 33 مليون جنيه أنفقها المرشحون للانتخابات البرلمانية على رسائل المعايدة السياسية. وقدرت الدراسة الفاتورة الإجمالية لنفقات المصريين خلال عيد الأضحى بأنها تتجاوز أكثر من 3 مليارات جنيه تتوزع على شراء الأضاحي والعيديات والملابس الجديدة واتصالات للتهنئة ورسائل المعايدة SMS والهدايا الذهبية والعينية والصدقات التي يتم توزيعها في هذه المناسبة الدينية.