قبيل اجتماعاتهما بتورونتو خبير: حان الوقت ليمرر ال"G 8" كرة التنمية ل"G20"
محيط – زينب مكي
قمة العشرين تورونتو 2010 في الوقت يفترض أن يكون العالم في انتظار وفاء دول العالم الأكثر ثراء بوعودها للحد من الفقر، وتحقيق أهداف التنمية في البلدان الأكثر فقرا وخاصة في إفريقيا، أكد خبير اقتصادي بارز أن الوقت قد حان لتمرير كرة التنمية من مجموعة الثماني إلى مجموعة العشرين.
ومع انطلاق قمتي مجموعة العشرين ومن قبلها مجموعة الثمانية يونيو / حيزران الجاري كان من المفترض أن يكون العام الحالي 2010 هو العام الذي ستفي فيه دول العالم الأكثر ثراء بوعودها الطموحة للحد من الفقر، لكن من الواضح أن عديدا من الدول فشلت في دعم التنمية في المناطق الأكثر فقرا عبر توفير مليارات قليلة من الدولارات.
وتلتقي مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى، ومجموعة العشرين للدول الغنية والنامية وسط عام محوري للتنمية الدولية، حيث كانت الجهات المانحة الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد تعهدت خلال اجتماعها في "جلين إيجلز" في عام 2005 بتخصيص 50 مليار دولار للمساعدات التنموية الخارجية بحلول عام 2009، وحتى الآن، لا يزال هناك عجز في هذا المبلغ قدره 11 مليار دولار. ، كما ويوافق هذا العام أيضا الذكرى العاشرة للأهداف الإنمائية للألفية الثالثة التي حددت عام 2000، واتفقت عليها 192 من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، وتتضمن خفض نسبة الفقر بمعدل النصف من خلال محاربة أمراض الإيدز، والسل، والملاريا، وتحسين صحة الأم، وخفض معدل وفيات الأطفال، وتعزيز المساواة بين الجنسين.
الكرة في ملعب الG20
ونقلت صحيفة "الاقتصادية" عن هومي خاراس الذي يرأس مشروعا حول فاعلية وكالات المساعدات في معهد "بروكنجز" قوله "ليس من السهل جدا على مجموعة العشرين أن تناقش التنمية، لأنه جرت العادة على أن التنمية قضية تخص مجموعة الثماني، ويبدو أن الأخيرة ترفض التخلي عن هذا الدور".
لكنه أوضح أن مجموعة العشرين لديها وجهة نظر أكثر شمولا بشأن التنمية "لها صلة بمجموعة متنوعة من البلدان الناشئة والنامية أكثر من (ارتباطها) بمجرد متلقيي المساعدات الأكثر فقرا، " وخلص إلى أنه "قد حان الوقت لتمرير كرة التنمية من مجموعة الثماني إلى مجموعة العشرين".
ووفقا لما أوردته شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين" التابعة لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، تقوم بعض الجهات المانحة بتحديد وتيرة المساعدات، حيث تعهدت كل من كنداوألمانيا بمضاعفة مساعداتها الإنمائية الخارجية بين عامي 2004 و2010، كما رفعتا مساعداتهما بحلول عام 2009 بنسبة 54.5% تقريبا ، في الوقت التي لم تتعد زيادة نسبة المساعدات الإنمائية الخارجية المقدمة من طرف الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا 45% وإيطاليا 34% واليابان 6%.
قمة الثماني الفشل في الوصول لأهدافها التنمية
ولم تتمكن معظم الجهات المانحة من تحقيق الهدف المتمثل في تخصيص 0.51% من الدخل القومي الإجمالي للمساعدات الخارجية بحلول عام 2010، في حين تمكنت المملكة المتحدة بالفعل من الوصول إلى هذا الهدف عبر زيادة نسبة إنفاقها على المساعدات خلال السنوات الأخيرة لتصل إلى 0.56%، غير أن التقديرات تفيد أن الولاياتالمتحدة لن تتمكن من الوصول سوى إلى 0.2% فقط في عام 2010 وايطاليا 0.16% وكندا 0.3% وألمانيا 0.35% وفرنسا 0.47%.
وبالرغم من تعهد الجهات المانحة في مجموعة الثمانية بتخصيص مساعداتها للأشخاص الأكثر ضعفاً، إلا أن 41 و43% فقط مما تقدمه ألمانياوفرنسا على التوالي هو ما يصل بالفعل إلى البلدان المنخفضة الدخل مقابل 69% من كندا.
وكانت الجهات المانحة الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد تعهدت بالوصول إلى هدف المساعدات المخصصة لإفريقيا المتمثل في 25 مليار دولار بحلول عام 2010، ولكنها لم تتمكن من تحقيق سوى أقل من نصف ذلك، وفقاً لمنظمة أوكسفام غير الحكومية.
تلميع التقدم
وفي هذا الصدد، أفاد الناطق باسم المنظمة، مارك فرايد أنه "على الرغم من الجهود التي تبذلها مجوعة الثمانية من أجل "تلميع" التقدم الذي أحرزته، إلا أن تقريرها يبين بوضوح أن الوعد الذي قطعته على نفسها في "جلين إيجلز" في عام 2005 لزيادة المساعدات لم يتحقق بعد. إذ تتجاهل مسودة إعلان المجموعة الالتزام بزيادة المساعدات بنسبة 50 مليار دولار، في الوقت الذي ينبغي أن تكون لديها خطة طوارئ لسد العجز المتمثل في 20 مليار دولار على مدى العامين المقبلين، فالأمر لا يتعلق بمجرد أرقام، فهذه الأرقام تمثل الأدوية الحيوية والتعلم للأطفال والمساعدة للنساء الفقيرات والغذاء للجياع".
10 سنوات بعد وضع الأهداف الإنمائية للألفية وفي وقت سابق من هذا الشهر، لم يأت مشروع بيان عن القمة تم تسريبه لوسائل الإعلام على ذكر الوعود التي تم الوفاء بها حتى الآن منذ قمة "جلين إجلز"، ويقال إن هذا الإغفال الواضح يأتي بناء على طلب فرنسا وإيطاليا اللتين تتخلفان كثيرا عن توفير المساعدات المستهدفة لهذا العام.
ومن جانبه يقول الخبير الاقتصادي جيفري ساش "من وجهة نظري، سيكون هذا الأمر بشكل أساسي نهاية مجموعة الثماني كأداة تتمتع بالمصداقية"، مضيفا "إذا حاولت مجموعة الثماني التهرب من حقيقة أن لديها التزامات محددة ومتكررة ومحكومة بالوقت لعام 2010، وبعد ذلك تعقد فقط قمة يطلق عليها قمة "المساءلة"، لكنها تفشل حتى في الإشارة إلى هذه الالتزامات المحددة التي أخذتها على عاتقها هذا العام، فإن الأمر سيكون محزنا للغاية".
محاولات الاتحاد الأوروبي
وأعلن الاتحاد الأوروبي أن الإنفاق على مساعدات التنمية الرسمية سيزيد إلى 0.7% من إجمالي الناتج القومي بحلول 2015، وكان من المقرر أن يصل إلى 0.56% العام الجاري.
لكن الأرقام الحالية تشير إلى أن إجمالي مساعدات الاتحاد الأوروبي التنموية تصل إلى 0.42% من إجمالي الناتج القومي لعام 2010، وتراجعت مساهمات التنمية الرسمية لدول رئيسية في الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا عام 2009 بسبب الأزمة المالية.
كما يقول تود موس من مركز التنمية الدولي وهو مركز أبحاث مقره واشنطن إن أهداف التنمية بالغت فيما يمكن أن تحققه، ولذا زاد الشعور بالتشاؤم بشأن المساعدات، موضحا أنها تسبب مشكلات، لأنها لا تلقي المسئولية على أي شخص "لكننا على الأرجح نشهد توجيه الاتهامات والشكوى بشأن الوعود التي لم يتم الوفاء بها"، ولذا فإن المانحين يلقون باللائمة على متلقي المساعدات كونهم لا ينفذون تعديلات مطلوبة في حين يشتكي المتلقون من عدم تسلم المساعدات، بينما تنتقد المنظمات غير الحكومية كليهما.