بروكسل: رغم بوادر التعافي التي بدأت تشهدها اقتصاديات دول منطقة اليورو ، إلا أن من الواضح أن هذا الانتعاش مازال هشاً خاصةً وأن هناك توجهاً للتحرر وبشكل تدريجي من اجراءات التحفيز الاقتصادي التي انتهجتها دول المنطقة في الوقت الذي لم تتمكن فيه الأسواق حتى الآن من تجاوز مرحلة الركود . وتؤكد تلك الحقائق المفوضية الأوروبية حيث أشارت في بيان إلى أن مستويات الاستهلاك على مستوي الأسواق الأوروبية مازال ضعيفاً كما أنه لم يتضح حتى الآن مدى الاستفادة التي يمكن أن تجنبها المنطقة من حالة الانتعاش التي يحظي بها الاقتصاد العالمي. ويأتي بيان المفوضية في الوقت الذي أظهر فيه مؤشر الثقة تجاه الأداء الاقتصادي بمنطقة اليورو ترجعاً غير متوقعاً الشهر الحالي حيث تسعي الحكومات الأوروبية إلى احتواء مخاوف المستثمريين ازاء تداعيات أزمة العجز المتفاقم في ميزانيات بعض دول المنطقة ومن بينها اليونان والبرتغال خاصة وفي ضوء تأثيرات تلك الأزمة على سعر اليورو الذي انخفض بنحو 10% مقابل الدولار خلال الشهرين الأخيرين. ومن الملاحظ أن حالة القلق ازاء الصعوبات التي قد تواجه اليونان لتمويل عجز الميزانية واحتواء الديون كان لها انعكاسها على الأسواق المالية خاصة وأن مستوي عجز الميزانية لليونان قد تجاوز الحد الأقصي المسموح به للدول المنتمية لمنطقة اليورو وذلك بحوالي 4 أضعاف حيث وصل إلى 12.7% من الناتج المحلى الإجمالي. وتشير توقعات المفوضية الأوروبية والتى أعلنها مفوض الاتحاد الأوروبي للشئون الاقتصادية والنقدية اولى رين إلى أن منطقة اليورو قد تسجل نمواً في ناتجها المحلى الإجمالى ب0.2% خلال كل من الربع الأول والثاني والثالث من العام الحالى على أن يرتفع ب0.3% في الربع الأخير من هذا العام. وعلى الرغم من النمو المحدود للغاية الذي أحرزه اقتصاد منطقة اليورو خلال الربع الأخير من العام الماضي والذي قدر ب0.1% الا انه مؤشر على تمكن المنطقة من تجاوز مرحلة الركود التي عانى منها على مدى العامين الأخيرين حيث شهد الناتج الإجمالي الأوروبي انكماشاً بحوالى 4% في 2009. وتشير توقعات المفوضية الأوروبية إلى أن اقتصاد منطقة اليورو مهيأ لتحقيق نمواً فى حدود 0.7% خلال العام الحالى غير أن هناك بعض التحفظ في تقديرات المفوضية بالنسبة لأداء الاقتصاد الألماني الذي يعد أكبر اقتصاد على مستوي منطقة اليورو وذلك خلال الفترة الأولي من العام. ويفيد بيان المفوضية والذي أوردته شبكة "بلومبرج" الاخبارية إلى أن الاقتصاد الألماني قد يخفق في أحراز نمواً خلال الربع الأول قبل أن يحقق نموً في حدود 0.3% خلال الربعين الثاني والثالث. ومن المتوقع أن يحقق الاقتصاد الفرنسي نمواً بنحو 0.4% خلال الربع الأول بينما من المنتظر أن يسجل اقتصاد بريطانيا غير المنتمي لعضوية منطقة اليورو نمواً بنحو 0.2% في الربعين الأول والثاني. وفيما يتعلق بمستويات العجز المتوقعة في الميزانيات على مستوي دول المنطقة لم يطرأ تغير في التقديرات الجديدة للمفوضية مقارنة بالتوقعات المعلنة في نوفمبر الماضي حيث كانت قد رجحت أن يصل متوسط العجز في الموازنة إلى حوالى 6.9% كنسبة من الناتج المحلى الاجمالي الأوروبي خلال العام الحالي. ووفقاً لتوقعات المفوضية الأوروبية فان معدل التضخم على مستوي منطقة اليورو من المنتظر أن يرتفع إلى 0.8% خلال الربع الحالي وإلى 1.3% في الربع الثاني على أن يكون متوسط التضخم حوالى 1.1%.