توقع مسئول اقتصادي أمريكي بارز أن يصبح العام القادم 2010 هو "عام الانتعاش" مؤكدا انتهاء الكساد الحالي إذا نجحت الإجراءات المتخذة من جانب الولاياتالمتحدة فى إعادة بعض الاستقرار المالي إلى الأسواق. وخلال شهادة أعدها رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بن بيرنانكى من أجل اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ اعترف بوجود "تقلصا حادا" لكنه أكد أنه إذا تم اتخاذ إجراءات مناسبة، فإن الكساد الحالي سينتهي في عام 2009 وسيصبح 2010 هو "عام الانتعاش". ونقلت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) عن بيرنانكى قوله إنه "إذا نجحت الإجراءات المتخذة من الإدارة والكونجرس وبنك الاحتياطي الفيدرالي فى تحقيق الاستقرار فى المؤسسات والأسواق المالية فهناك توقع عقلاني يشير إلى انتهاء الكساد الحالى". وحول أسباب الأزمة المالية التي ضربت كبرى الاقتصاديات حول العالم وأطاحت بالعديد من المؤسسات المالية الكبرى والتي أعتبرها أغلب الخبراء أنها الأسوأ منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن العشرين، رأى بيرنانكى ان السبب الرئيسي للتباطؤ الاقتصادي هو "انهيار الانتعاش الإئتمانى العالمي والأزمة المالية المترتبة عليه مما أثر بالسلب على قيم الأصول وظروف الائتمان وثقة المستهلكين والشركات فى جميع أنحاء العالم". وقال بيرنانكى أن "السبب الفوري لهذه الأزمة هو انتهاء الانتعاش فى المساكن فى الولاياتالمتحدة والدول الأخرى والمشاكل التى صاحبت ذلك فى أسواق الرهن وبالأخص انهيار سوق الرهونات الأمريكي لصغار المقترضين". وفي الوقت الذي يمر فيه الاقتصاد الأمريكي بأسوأ فتراته منذ أكثر من 80 عاما أعلن بيرنانكي أمام نادي الصحافة القومي الأسبوع الماضي ان الفيدرالي الأمريكي سينشر توقعات ستقدم رؤية عن توقعه للكيفية التي سيؤدي بها الاقتصاد لفترة أبعد من النطاق المعتاد لتوقعات البنك والبالغ ثلاث سنوات. وردا على أسئلة الصحفيين قال بيرنانكي ان التوقعات طويلة المدى ينبغي ان تساعد في تعزيز التوقعات العامة بشأن مستقبل مسار التضخم بطريقة يمكن ان تساعد في منع ميول نفسية تضخمية او انكماشية تغذي نفسها بنفسها. وعلى صعيدا أخر دفعت تصريحات بيرنانكي الأسهم الأمريكية أمس إلى تحقيق أكبر مكاسب لها خلال شهر ،حيث قفز مؤشر داو جونز الرئيسي 236.16 نقطة ، أي بنسبة لارتفاع 3.32% لتغلق عند 7350.94 نقطة. ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) ارتفع أيضا مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 29.81 نقطة ، أي بنسبة ارتفاع 4.01% ليصل إلى 773.14 نقطة، وأضاف مؤشر ناسداك المجمع 54.11 نقطة ، أي 3.9% ليغلق عند 1441.83 نقطة. يذكر أن بيرنانكي قد تولى رئاسة مجلس الاحتياطي عام 2006 وفي ذلك الوقت كان مدافعا قويا عن تحديد هدف رقمي للتضخم، لكن ذلك كان مثار كثير من النقاش بين مسئولي مجلس الاحتياطي الآخرين وعبر بعضهم عن القلق من أن تحديد هدف صريح سيقيد مرونة البنك المركزي.