محيط: توقع خبير بشؤون النفط والطاقة أن يتوصل المجلس الوزاري لمنظمة أوبك إلى اتفاق جديد خلال الاجتماع غير العادي المقرر في السابع عشر من شهر ديسمبر المقبل في مدينة وهران الجزائرية يقضي بتخفيض الإنتاج بمعدل مليون برميل في اليوم ليرتفع حجم الخفض إلى 2.5 مليون برميل. وأوضح البروفيسور مهران كارابسيون الخبير النمساوي بشؤون النفط والطاقة أن مثل هذا التخفيض يعتبر الحل الوحيد لوقف تدهور أسعار سلة خامات أوبك التي وصلت إلى ما دون الأربعين دولاراً للبرميل الواحد. وعزا كارابسيون في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام" استمرار تراجع اسعار سلة خامات أوبك لعدة أسباب أهمها تداعيات الأزمة المالية العالمية التي زادت من تصاعد أزمة الركود الاقتصادي والتراجع الحاد في الطلب العالمي على النفط ..إضافة إلى عدم التزام بعض الدول الأعضاء في المنظمة بالتخفيضات المحددة لها بموجب اتفاق فيينا الأخير وفي طليعتها السعودية التي أعلنت أنها ستباشر تخفيض إنتاجها بمعدل 664 ألف برميل في اليوم اعتبارا من أول شهر ديسمبر المقبل وليس من أول شهر نوفمبر الجاري. وسجل أسعار سلة خامات منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" للعقود الآجلة للنصف الثاني من شهر ديسمبر المقبل أدنى مستوى لها منذ حوالي أربعة أشهر وهو 49.94 دولار للبرميل مقابل 52.24 دولار للبرميل في اليوم السابق أي بانخفاض قياسي بلغ 86 دولارا للبرميل الواحد عند مقارنته بالسعر المسجل خلال شهر يوليو الماضي وهو 136 دولاراً حيث وصل سعر النفط الأمريكي إلى 147 دولاراً للبرميل الواحد. ويرى مراقبون في سوق النفط ان امكانية ضبط المنظمة لاسعار عند مستويات قريبة من 70 و 80 دولارا للبرميل يعتمد بشكل كبير على مدى التزام الدول الاعضاء بتطبيق قرار خفض الانتاج بمقدار مليون و500 الف برميل في اليوم اعتبارا من الاول من شهر نوفمبر الجاري. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن وزراء نفط المنظمة يربطون قرارهم الاخير نهاية الشهر الماضي بتقليل ضخ النفط الى الاسواق بمقدار 1.5 مليون برميل في اليوم اعتبارا من مطلع الشهر الجاري بجملة من العوامل من ابرزها احتدام المضاربة وتداعيات الازمة المالية العالمية و تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي في العديد من الدول فضلا عن تزايد معدلات المخزون الامريكي من الخام ولاسيما في الولاياتالمتحدة. يذكر ان السقف الكلي لانتاج اوبك بعد الخفض الاخير اصبح 27.3 مليون برميل في اليوم. وعلى الرغم من قرار المنظمة بخفض انتاجها الا انها لا تزال تواجه صعوبة في الوقت الراهن لضبط اسعار الخام عند مستويات معقولة والحد من تراجعها في السوق بسبب الازمة الاقتصادية العالمية. وتخشى المنظمة مزيدا من تدهور الاسعار نظرا لاحتمالات مزيد من تدني الطلب العالمي خلال العام المقبل حيث تشير تقارير وبيانات المنظمة الى ان الطلب على الخام سيشهد مزيدا من التراجع خلال العام المقبل. وقد تراجعت أسعار النفط وأن كانت لفترة قصيرة عن مستوى ال 55 دولارا للبرميل وهو ما اعتبر أدنى مستوى للخام منذ يناير 2007 وذلك بعد أن عززت وكالة الطاقة الدولية مخاوف الأسواق من انكماش الطلب متوقعة حدوث تراجع ملحوظ في حجم استهلاك النفط حتى العام المقبل خاصة مع استمرار مظاهر الكساد التي تحاصر الاقتصاد العالمي. وأشارت صحيفة ال "فاينانشيال تايمز" عبر موقعها الالكتروني إلى هبوط سعر خام نيمكس لعقود شهر ديسمبر الآجلة في بورصة نيويورك للسلع ب 1.49 دولار مسجلا أدنى مستوياته منذ 22 شهرا حيث بلغ 54.67 دولار. غير أن سعر الخام قد شهد تعافيا مجددا ليعوض قدر طفيف من انخفاضاته مسجلا 55.5 دولار للبرميل. وسجل سعر خام برنت في بورصة البترول الدولية بلندن 54.41 دولار بانخفاض قدره 96 سنتا وذلك بعد هبوطه في وقت سابق ل 50.60 دولار. وأشارت شبكة بلومبرج إلى أن ارتفاع سعر النفط عن أدنى مستوياته منذ نحو 21 شهرا قد جاء عقب تردد أنباء عن إمكانية انعقاد اجتماع موسع لكافة أعضاء أوبك في 29 نوفمبر الحالي وذلك خلال الاجتماع السنوي الذي ستشهده القاهرة لمنظمة الدول العربية المصدرة للبترول "أوابك". غير أن هناك الاجتماع الدوري ل "أوبك" والذي سيعقد كما هو مقرر له في مدينة وهران بالجزائر 17 ديسمبر المقبل. وعلى الرغم من التوقعات المتعلقة بإمكانية حدوث عمليات خفض جديدة لسقف إنتاج أوبك والذي تم تقليصه ب 1.5 مليون برميل بعد الاجتماع الاستثنائي الشهر الماضي في فيينا إلا أن الأسعار واصلت التراجع حيث هبطت بحوالي 11% منذ بداية الأسبوع الحالي نتيجة بوادر انكماش الطلب على النفط في الأسواق الدولية.