محيط: في الوقت الذي تتعالى فيه التحذيرات إزاء مظاهر الركود التي قد تلحق بالاقتصاد العالمي نتيجة الأزمة العالمية الراهنة وبصورة ستؤثر سلبا على مستويات استهلاك الطاقة، واصلت أسعار النفط الخام تراجعها في الأسواق الدولية لتصل إلى أدني مستوياتها منذ نحو 19 شهرا. فقد حذر رئيس البنك المركزي الأوروبي جين كلود ترشيه من إمكانية أن تؤدي الأزمة العالمية إلى دخول اقتصاد دول منطقة اليورو في مرحلة من التباطؤ لفترة طويلة . وقد أظهرت بيانات حكومية أمريكية تزايد أعداد الطلبيات المقدمة لأول مرة للحصول على إعانات البطالة عن العمل في الولاياتالمتحدة. وتأتي الانخفاضات الراهنة لأسعار النفط والتي تقدر بنحو 58% مقارنة بالمستويات المسجلة في يوليو الماضي وذلك في ظل مؤشرات التي ترجح إمكانية انكماش مستويات الطلب العالمي على النفط بشكل واضح نتيجة التباطؤ الراهن بمعدلات نمو الاقتصاديات الرئيسية المستهلكة للطاقة. وفي ضوء ذلك يرى أحد الخبراء وذلك كما أشار تقرير أوردته وكالة "بلومبرج" الإخبارية أن أسعار النفط يمكن أن تتحرك بسهولة صوب مستوى ال 50 دولار للبرميل لبعض الوقت. وحول مستويات الأسعار هبط سعر النفط الخام لعقود شهر ديسمبر الآجلة في بورصة نيويورك للسلع بنحو 7.5% ليتحرك سعر الخام حول مستوى ال 60 دولارا للبرميل بينما وصل سعر خام برنت ببورصة البترول الدولية بلندن إلى مستوى ال 75 دولار للبرميل. ورغم الانخفاضات الحادة التي تشهدها حاليا أسعار النفط كان هناك تصور أخر لوكالة الطاقة الدولية حول الاتجاهات المستقبلية للأسعار حيث أظهر الموجز الخاص بالتقرير السنوي للوكالة إمكانية انتعاش أسعار النفط ليكون متوسط سعر الخام حول مستوى ال 100 دولار للبرميل حتى عام 2015. غير أن الوكالة أشارت إلى أن مخاطر انكماش مستويات المعروض العالمي ما زالت قائمة. وخفضت الوكالة من تقديراتها المتعلقة بمستويات الطلب العالمي على النفط لفترة عام 2030 وذلك بنحو 10 ملايين برميل يوميا ليكون حجم الطلب 106 براميل في اليوم. وأرجع الموجز السبب في ذلك إلى ارتفاع الأسعار وتباطؤ معدلات النمو العالمي. وحول اتجاهات الطلب تشير تقديرات احد الاستشاريين لدي مؤسسة "مورجان ستانلي" أن الطلب العالمي علي النفط متوقع له التراجع إلي نحو 83.5 مليون برميل في المتوسط يوميا خلال الربع الثاني من 2009 مقارنة بمتوسط حجم الطلب المقدر في الربع الثالث من العام الحالي والبالغ 85.7 مليون برميل.