الأمم المتحدة: أدنى مستوى للمساعدات الغذائية منذ ثلاثة عقود محيط - زينب مكي توقعت مسئولة دولية أن يحتاج العالم إلى إنتاج ضعف ما ينتجه حالياً من المواد الغذائية في عام 2050، لتلبية الطلب المتزايد والنمو السكاني، محذرة من أزمة غذاء عالمية ناشئة وصفتها بموجة مد "تسونامي" صامتة. وكان مؤشر أسعار السلع العالمية الصادر عن البنك الدولي قد أظهر ارتفاع متوسط أسعار الغذاء العالمية للثمانية الشهور الأولى من العام الحالي بنحو %47 مقارنة في العام الماضي وحوالي %84 مقارنة بعام 2006 ، وذلك حسب مؤشر البنك الدولي لأسعار الدول المتوسطة والمنخفضة الدخل ، حيث بلغ متوسط أسعار الغذاء للشهور الثمانية الأولى من عام 2008 حوالي 271,6 نقطة ، فيما بلغ عام 2007 حوالي 184,7 ولعام 2006 حوالي 147 نقطة. وأكدت مديرة برنامج الأممالمتحدة العالمي للغذاء، جوزيت شيران أن أزمة غذاء هذه ستجتاح أكثر الناس أينما كانوا، مضيفة "يمكن أن يكون للجوع تأثير شديد على الأمن الوطني في الدول كافة". وقال مسئولون من الأممالمتحدة ومن وكالات مساعدة أن بطء بعض من أغنى دول العالم في تقديم المساعدات المالية من بين الأسباب التي قد تؤدي إلى عدم تحقيق أهداف الألفية بحلول موعدها النهائي في عام 2015. ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن شيران قولها أن المساعدات الغذائية بأنها "تمرّ في أدنى مستوى لها في ثلاثة عقود على رغم أن الخطر الذي يشكله انتشار الجوع على الأمن الوطني للدول هو أكبر بكثير وملحّ مما كان في أي وقت مضى". وأكدت شيران أن عدم وجود الغذاء يجعل المجتمعات أرضاً خصبة لنمو عدم الاستقرار والإضطرابات المدنية والإرهاب، موضحة أن 34 دولة سجل فيها خلال فترة العام ونصف العام الماضيين شغباً واحتجاجات بسبب الأغذية، فيما وقعت صراعات سياسية مرتبطة بارتفاع أسعار المواد الغذائية في كل من ليبيريا والكاميرون وهايتي وأفغانستان والمكسيك وباكستان وإندونيسيا. ونبهت شيران إلى ضرورة عدم النظر إلى الجوع على أنه مجرد مشكلة إنسانية، لأنه يشكل "مشكلة حيوية بالنسبة للولايات المتحدة والعالم". وأوضحت أن "المتحاربين كثيراً ما يتخذون الجوع كسلاح لخطف المساعدات الغذائية". وناشدت أساطيل العالم التجارية توفير الحراسة والحماية للسفن المحملة بالمساعدات الغذائية من البرنامج العالمي للغذاء، كي لا تقع الشحنات الغذائية وبحارة السفن فريسة لهجمات القراصنة. وأفادت مديرة البرنامج العالمي للغذاء بأن البرنامج في حاجة إلى مزيد من المال، على رغم أن الولاياتالمتحدة تعهدت بتقديم مساعدات بقيمة 5 مليارات دولار للعام الحالي، كما تبرعت السعودية للبرنامج ب 500 مليون دولار. ودعت شيران إلى زيادة الأبحاث الزراعية وتعزيز المشاركة بين الحكومات والقطاعات الخاصة، للتخفيف من نقص الأغذية، وإلى تصميم أغذية غنيّة بالمواد المغذّية وإنتاجها. ومن جانبها قالت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أن ارتفاع أسعار الغذاء له دور في اضافة 75 مليونا آخرين إلى قائمة الجوعى في العالم في عام 2007 مما يرفع العدد العالمي إلى ما يقرب من 925 مليونا، كما أوردت صحيفة الدستور الأردنية. وذكر جاك ضيوف المدير العام للمنظمة أن نحو 850 مليون شخص كانوا من الجوعى قبل ارتفاع اسعار الغذاء بين عامي 2007 و2008 الذي أدى إلى احتجاجات واسعة النطاق بل وأعمال شغب في أكثر الدول تضررا. وذكر تقرير للأمم المتحدة نشر في وقت سابق هذا الشهر ووصفه الأمين العام للمنظمة الدولية بان جي مون بانه "نداء استيقاظ" ان الدول المانحة زادت مساعداتها منذ عام 2000 لكن معدل المساعدات انخفض بنسبة 4.7% في عام 2006 وبنسبة 8.4% في عام 2007.