حلقت أسعار النفط الخام اليوم على مستوى قياسي جديد منطلقة صوب ال150 دولار للبرميل بعد تجاوز مستوى ال146 دولار ولتبلغ بذلك نسبة ارتفاع الأسعار في الأسواق الدولية بنحو 55 % مقارنة بمستويات بداية العام. وتأتي الارتفاعات الجديدة لأسعار الخام في ظل تزايد قناعة المستثمرين لأهمية أسواق النفط كبديل آمن عن التقلبات الراهنة في أسواق الأسهم الدولية والتي تتزامن مع استمرار انخفاضات سعر الدولار. وقد تلقت أسعار النفط دفعة جديدة أيضا نحو مواصلة الارتفاع بعد الإعلان عن تراجع مستويات المخزون الأمريكي وبشكل فاق التوقعات السابقة كما أشارت وزارة الطاقة الأمريكية في تقريرها الأسبوعي. وقد خيمت على الأسواق حالة من القلق هذا الأسبوع إزاء مخاطر حدوث تعثر في حجم الإمدادت للأسواق خلال الفترة المقبلة رغم تأكيد الدول الرئيسية المنتجة التزامها بسد أي نقص لضمان التوازن بين مسويات المعروض والطلب. وتتضح حالة القلق لدى الأسواق البترولية من خلال تقرير لوكالة الطاقة الدولية حذرت فيه من أن إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك سيشهد بالكاد نموا طفيفا خلال السنوات الخمس المقبلة. ويرى هنرى بولسون، وزير الخزانة الأمريكية أن العامل الأساسي وراء ارتفاعات اسعار النفط تكمن في اتجاهات العرض والطلب. وأشار في تصريحاته إلى أن حجم الانتاج العالمي والقدرات الانتاجية لم تشهد زيادة بالقدر الكافي في العشر سنوات الأخيرة في الوقت الذي استمرت فيه مستويات الطلب في التنامي وبشكل متزامن مع انخفاض مستويات المخزون. وحول تحركات سعر النفط الخام أشارت صحيفة ال"فاينشال تايمز" عبر موقعها الالكتروني إلى ارتفاع سعر خام برنت في بورصة لندن الدولية للنفط وذلك لعقود شهر أغسطس الآجلة إلى نحو 146.34 دولار للبرميل، وفي بورصة نايمكس قفز الخام الأمريكي إلى مستوي قياسي ليسجل 145.34 دولار. وقد توقع اليوم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والتي تعد بلاده ثاني أكبر منتج للنفط في العالم أن تصل اسعار النفط إلى مستوي ال150 دولار للبرميل، وهو ما سيكون له تأثيره السلبي على معدل نمو الاقتصاد العالمي. ورجع في مؤتمر صحفي عقد في موسكو استمرار بقاء اسعار النفط حول المستويات المرتفعة. ودعا إلى أهمية اجراء حوار بين الدول المنتجة والمستهلكة وتلك الدول التي تنقل النفط لأسواق المستهلكة من خلال خطوط أنابيب عبر أرضية.