السعودية تدعو الدول المنتجة لمناقشة أسعار النفط خادم الحرمين الشريفين الرياض: رحبت الدول المنتجة والمستهلكة للنفط بدعوة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين لحضور اجتماع قريب للنظر في ارتفاع الأسعار ومسبباته وكيفية التعامل الموضوعي معه. ومن جانبه، أعلن عبدالله البدري، الأمين العام لمنظمة "أوبك" أن السعودية ستستضيف الاجتماع بمدينة جدة يوم 22 يونيو الجاري، معرباً عن أمله في أن يتخذ المنتجون والمستهلكون إجراءات لكبح المضاربات في سوق النفط. ودعا البدري إلى الهدوء في أسواق النفط قائلاً: "إن السعر القياسي المرتفع غير مقبول ولا يعكس أي نقص في إمدادات المعروض". ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش دعوة المملكة لاجتماع قريب لممثلي الدول المنتجة والمستهلكة للنفط لبحث ارتفاع الأسعار، إثر قمة في سلوفينيا بين بلاده والإتحاد الأوروبي بأنه "مثير للإهتمام". وأكدت الولاياتالمتحدة أنها ستشارك في إجتماع الدول المنتجة والمستهلكة للنفط الذي دعت لعقده المملكة العربية السعودية. وأشار محللون خليجيون بأن دعوة المملكة فرصة لإجراء حوار شفاف وواضح بين المنتجين والمستهلكين للبحث بشكل جماعي عن الحلول لأزمة الطاقة العالمية، اليوم وفي المستقبل. وأكد المحللون أنه ينبغي أن ينتهي الاجتماع بالوصول إلى حل عقلاني لمسألة ارتفاع أسعار النفط، مشيرين إلى أن الدول المنتجة لا يمكنها وحدها أن تأتي بالحلول. وفي غضون ذلك، أعربت الجزائر عن تأييدها لعقد اجتماع بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية. وقال شكيب خليل، وزير الطاقة والمناجم الجزائري والرئيس الحالي لمنظمة أوبك في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية: "إن الجزائر لاتعارض قيام تشاور بين المنتجين والمستهلكين للنفط". وقد أشار جوردون براون، رئيس الوزراء البريطاني بإعلان المملكة، وقال المتحدث باسم براون في بيان:" إن رئيس الوزراء يشيد بهذا الإعلان الذي سيناقشه وزير الطاقة مالكولم ويكس عندما يزور السعودية هذا الأسبوع". ورحب هنري بولسون، وزير التجارة الأمريكي بدعوة المملكة لعقد الاجتماع لمناقشة الارتفاع الحالي في أسعار الخام وكيفية التعامل الموضوعي معه. وقال محمد العليم، وزير النفط الكويتي:" إن بلاده تؤيد دعوة المملكة لعقد الاجتماع. وأضاف أن المسألة تتعلق بالمنتجين والمستهلكين على حد سواء، معتبراً أنهما في قارب واحد". في حين أكد محمد علي خطيبي، محافظ إيران لدى منظمة أوبك ترحيب بلاده بالاقتراح السعودي، الذي وصفه ب"الإيجابي"، مشيراً إلى أن الحل الجوهري يتطلب تعاونا مخلصا بين المستهلكين والمنتجين. وعلى صعيد متصل، أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن المستويات المرتفعة لأسعار النفط تعد أمراً مطلوباً لكبح تنامي الطلب ومن ثم إعادة التوازن للسوق البترولي. وأوضحت الوكالة المعنية بمراقبة ومتابعة أسواق الطاقة في تقريرها الشهري إلى أن نمو المعروض البترولي العالمي قد جاء العام الحالي 2008 وحتى الآن ضعيفاً، كما أن تقلص حجم الطلب في المرحلة المقبلة من خلال المستويات المرتفعة لأسعار النفط سيسهم في تحقيق التوازن المنشود للسوق. وخفضت الوكالة في تقريرها من مستويات النمو المتوقع لحجم الطلب العام الحالي غير أنها في المقابل خفضت بصورة كبيرة معدل النمو المتوقع في حجم المعروض البترولي من قبل الدول المنتجة غير الأعضاء في "أوبك". وأجرت الوكالة خفضاً جديداً في حجم النمو المتوقع بمستويات الطلب العالمي على النفط وذلك بمقدار 80 ألف برميل يومياً ليكون مستوى النمو السنوي في حدود ال 800 ألف برميل يومياً . وعزت الوكالة في تقريرها أن خفض حجم الطلب المتوقع على النفط بسبب تراجع معدلات نمو الاقتصاد الأمريكي فضلاً عن عمليات الرفع الجزئي لدعم الوقود في بعض الدول الآسيوية.