تعقد منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) اجتماعا وزاريا في فيينا اليوم الأربعاء لتقرر مستويات الانتاج النفطي في الوقت الذي تنتظر الأسواق من المنظمة الابقاء على الحصص الرسمية للانتاج حيث تضرر الطلب على النفط الخام جراء ضعف الاقتصاد العالمي. غير أن أوبك قد تقرر خفض انتاجها الفعلي، الذي يزيد في الواقع على سقف الانتاج المتفق عليه، حيث تسعى البلدان التي توصف بالصقور في المنظمة وعلى رأسها فنزويلا وايران للابقاء على الاسعار مرتفعة. وكانت المنظمة التي تتخذ من فيينا مقرا لها وتمد العالم بثلث احتياجه من النفط الخام قد حددت قبل ثلاثة اعوام سقفا للانتاج بلغ 24.84 مليون برميل يوميا.
وصرحت الوكالة الدولية للطاقة الثلاثاء ان اوبك انتجت في الواقع 30.68 مليون برميل يوميا الشهر الماضي حيث ضخت السعودية كبرى البلدان المنتجة للنفط في المنظمة كميات من الخام اكبر من حصتها وجاءت زيادة انتاج المنظمة الفعلي عن المحدد لها رغم ان ليبيا بدأت تعود الى مستويات انتاجها قبل الحرب. ويشمل الرقم الذي اوردته وكالة الطاقة انتاج العراق التي لا تخضع لنظام الحصص الرسمي للاوبك بسبب القلاقل التي تعاني منها، وتمثل الوكالة البلدان الرئيسية المستهلكة للنفط.
وباستثناء الانتاج من العراق قدرت الوكالة الدولية للطاقة ان بلدان اوبك الاحد عشر الاخرى ضخت اجمالا 27,97 مليون برميل يوميا من النفط في نوفمبر -- وهو الرقم الذي تجاوز سقف انتاج اوبك الحالي. ويقول المحللون انهم لا يتوقعون ان يطرأ خلال اجتماع المنظمة الاربعاء تغيير على الحصص الرسمية لانتاج البلدان، وذلك بعد يوم من اصدار كل من اوبك والوكالة الدولية للطاقة توقعات بتباطؤ نمو الطلب على النفط بسبب الوضع الاقتصادي الضعيف في العالم ككل.
ورغم انخفاض الطلب ظلت اسعار النفط مرتفعة تناهز مئة دولار للبرميل بسبب الاضطرابات في منظمة الشرق الاوسط الغنية بالنفط وخاصة ما يتعلق منها بايران ثاني اكبر منتج للنفط في اوبك والتي ترأس الدورة الحالية للمنظمة. وقال توربيورن كيوس المحلل المتابع لاسواق النفط العامل مع بنك دي ان بي "لا نعتقد ان اوبك ستخفض الحصص الفردية لكل دولة" الاربعاء.
وتابع "ما يمكن ان يحدث هو الخروج باتفاق داخل المنظمة بتحديد الانتاج بثلاثين مليون برميل يوميا خلال النصف الاول من 2012". وصرح وزر النفط الفنزويلي رافاييل راميريز الثلاثاء للصحافيين انه يتعين على السعودية والكويت خفض انتاجهما الزائد عن حصتيهما مع زيادة انتاج ليبيا التي وضعت الحرب اوزارها فيها.
وقال الوزير الفنزويلي "يتعين على بلدان الخليج خفض" انتاجها، مضيفا "نعتقد ان السوق به ما يكفي من النفط". ومن جانبه صرح وزير النفط الايراني رستم قاسمي قائلا "سنقرر على اثر الاجتماع" ما يتعين فعله بصدد حصص الانتاج. وجدد قاسمي الاحد دعوة ايران للسعودية والكويت الى التراجع عن الانتاج الزائد للبلدين عن حصتيهما مع عودة النفط الليبي مجددا الى الاسواق.
وقال وزير البترول والثورة المعدنية السعودي علي النعيمي الاثنين انه سعيد بمستوى انتاج بلاده من النفط الذي يتجاوز 10 ملايين برميل يوميا لتلبية الطلب الصادر عن جهات "في شتى انحاء العالم". غير ان الوكالة الدولية للطاقة اشارت الثلاثاء الى ان ازمة الديون المتعلقة ببلدان اليورو اضرت بنمو الطلب على النفط بينما خفضت اوبك قليلا توقعاتها للطلب العالمي في عام 2012.
وتجتمع اوبك بشكل دوري لتحديد مستويات انتاج اعضائها بهدف التوصل الى اسعار مناسبة للنفط بالنسبة لبلدانها وعددها 12 بلدا وبالنسبة للمستهلكين. وقد اعرب الامين العام للمنظمة عبد الله البدري الاسبوع الماضي عن رضاه ازاء اسعار النفط مضيفا ان العرض مناسب، فيما قالت الوكالة الدولية للنفط الثلاثاء ان التهديد بعقوبات اضافية على ايران يعزز ارتفاع الاسعار.