واشنطن: حذر رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس من تسارع وتيرة ارتفاع أسعار المواد الغذائية خاصة في ضوء احتمالية أن يؤدي ذلك إلى تدمير اقتصاد الكثير من دول العالم. وأبدى شتراوس قلقه إثر انتهاء الاجتماعات نصف السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين بواشنطن من ازدياد عدد الجوعى في العالم وذلك في ظل تسجيل أسعار الحبوب والنفط مستويات قياسية. من جانبه أطلق البنك الدولي نظرة أكثر تشاؤمية حول اجتياح موجة الغلاء والجوع أماكن كثيرة من العالم حاليا مؤكدا أنه لا تبدو في الأفق أي إجراءات دولية مباشرة للتخفيف من المعاناة الناتجة عن آثار هذا الارتفاع. وقال رئيس البنك روبرت زوليك إن اشتعال أسعار المواد الغذائية خلال السنوات الثلاث الأخيرة قد يدفع بمئة مليون شخص إضافي إلى السقوط في بئر الفقر مطالبا حكومات الدول الأعضاء للتدخل العاجل لتفادي تفاقم الأزمة الغذائية. ويرى زوليك أن هذا الغلاء في أسعار المواد الغذائية يهدد النجاح الذي حققه المجتمع الدولي خلال السنوات السبع الماضية في محاولات مكافحة الجوع والقضاء عليه. وتتزامن تلك التصريحات مع تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة الذي أعلن أن 37 بلداً في العالم تواجه أزمات غذائية في الوقت الراهن. وتشير دراسة للبنك الدولي أوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل جنوني خلال السنوات الثلاث الماضية بنسبة 83%، فيما شهدت أسعار القمح العالمية ارتفاعا بنحو 181% على مدى 36 شهرا الأخيرة التى سبقت شهر فبراير 2008. وتوقع البنك الدولي بقاء أسعار المحاصيل الغذائية عند أعلى مستوياتها في عام 2004 حتى نهاية عام 2015، مرجحة بقائها مرتفعة في عامي 2008 و 2009. وتعد الفيضانات ومواسم الجدب التي أثرت سلبا على المحاصيل من أهم أسباب موجة الغلاء إلى جانب ارتفاع أسعار النفط وانخفاض سعر صرف الدولار وتزايد واردات الصين والهند. كما أدى تزايد إنتاج الوقود الحيوي من المنتجات الزراعية إلى تقلص المساحات المزروعة بالمحاصيل التقليدية التي لا غنى للإنسان عنها، حيث تتجه العديد من الدول المتقدمة لإنتاج الطاقة الحيوية باستخدام المواد الغذائية مما يؤدي إلى تقلص حجم المعروض الغذائي مما يدفع أسعار الغذاء إلى الاشتعال عالميا. وفضلا عن ذلك فإن الكثير من المضاربين في الأسواق العالمية اكتشفوا المواد الخام كوسيلة أفضل لاستثمار رؤوس أموالهم الهائلة مما أدى إلى ارتفاع أسعار هذه المواد. ووصل الأمر في الكثير من دول العالم الفقيرة إلى وقوع أعمال شغب وقلاقل في هذه البلاد بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وأقرب مثال على ذلك إسقاط الحكومة في هايتي أول أمس بسبب ارتفاع أسعار الأرز الطعام الرئيسي لنحو 3 مليارات من البشر في العالم حيث توقع المعهد الدولي لأبحاث الأرز تواصل أسعار محاصيل الأرز ارتفاعها في حال بقي العرض أقل من الطلب في السوق العالمية.