أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء ان الاممالمتحدة ومنظمات دولية اخرى اتفقوا على تشكيل خلية ازمة بهدف مواجهة تحديات الازمة الغذائية العالمية. ووضعت هذه الخلية تحت السلطة المباشرة للامين العام للامم المتحدة الذي كلف مساعده جون هولمز تنسيق اعمالها. وشدد بان كي مون على ان الاولوية الراهنة هي اطعام الجياع، طالبا من الدول المانحة تلبية طلب عاجل بتقديم مبلغ 755 مليون دولار أخرى للمساعدة على حل مشكلة المجاعة في العالم وقال "يجب أن يأكل الجوعى". واضاف بان انه دون تمويل كامل لهذه المتطلبات العاجلة سيتعرض العالم لخطر انتشار المجاعات وسوء التغذية واضطرابات اجتماعية على نطاق لم يسبق له مثيل. وقال بان للصحفيين في العاصمة السويسرية برن إن الاسعار المرتفعة للغذاء خلقت تحديا غير مسبوق وناشد الدول الغنية المساهمة في دفع أمول لبرنامج الغذاء العالمي. وحث بان دولا مثل الهند وفيتنام على رفع أمر التجميد الذي وضعته هذه الدول على تصدير الارز بهدف تثبيت سعره وتوفيره محليا. من جهته طلب رئيس البنك الدولي روبرت زوليك الثلاثاء عدم اللجوء الى منع التصدير لمواجهة الازمة الغذائية العالمية وذلك خلال مؤتمر صحافي في برن. واعلن زوليك ان هذه الاجراءات تؤدي الى زيادة الاسعار العالمية للسلع الغذائية، ورحب في هذا الاطار بقرار اوكرانيا رفع الحواجز المفروضة على صادراتها من القمح، ما كان له الاثر الفوري لخفض الاسعار. وقال عقب اجتماع لرؤساء وكالات تابعة للامم المتحدة لمعالجة أزمة أسعار الاغذية ان الاسابيع القليلة المقبلة حرجة في معالجة الازمة الغذائية، وتوقع تظل أسعار الارز والذرة والقمح مرتفعة. واجتمع الامين العام للامم المتحدة ورؤساء وكالات الاممالمتحدة ومنظماتها ال27 منذ الاثنين في برن لوضع خطط لمواجهة الازمة التي سببها الارتفاع الحاد في اسعار المواد الغذائية. وأدى القلق من ارتفاع أسعار الغذاء والامدادات المحدودة الى الاطاحة بحكومة هايتي وتسبب في أعمال شغب في أجزاء في افريقيا. وسيحدد فريق العمل الذي سيضم رؤساء وكالات الاممالمتحدة والصناديق والبرامج وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي تحت قيادة بان أولويات خطة العمل وسيعمل على ضمان تنفيذ الخطة. وارتفع مؤشر منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة (فاو) للاسعار والذي يقيس أسعار الحبوب ومنتجات الالبان واللحوم والسكر والنفط في السوق بنسبة 57 % في مارس/ اذار عام 2008 عنه قبل عام. والارتفاع ناجم عن عدة عوامل بينها زيادة الطلب في الدول النامية وارتفاع تكاليف الوقود والجفاف في استراليا واستخدام المحاصيل من أجل الوقود الحيوي والمضاربات في أسواق السلع العالمية. وأظهر تحليل للبنك الدولي أن المزارعين في الدول النامية الذين كثيرا ما يمثلون الفقراء في بلادهم لا ينتفعون من ارتفاع الاسعار فهم يميلون أكثر لتناول ما يزرعونه كطعام بدلا من بيعه وارتفاع أسعار الوقود والاسمدة يثنيهم عن التوسع في الزراعة (وكالات)