العطية يستبعد تسعير النفط بعملة غير الدولار محيط كريم فؤاد الدولار سيد الموقف حتى الآن في الوقت الذي شهد فيه سعر صرف الدولار الأمريكي انخفاضا أمام أغلب العملات الرئيسية الأمر الذي ألقي بظلاله علي القوة الشرائية للإيرادات المالية ل"أوبك" وأدي إلى فقدانها نحو 30% من قوتها الشرائية، استبعد وزير الطاقة والصناعة القطري عبد الله بن حمد العطية فك ربط تسعير النفط بالدولار مشيرا إلى أن ذلك الأمر مرتبط تاريخيا بصناعة النفط بغض النظر عن التقلبات في سعر الدولار مؤكدا أن هذا الربط ليس بقرار سياسي. وقال انه منذ بدء صناعة النفط ظل مرتبطا بالدولار في قوته وضعفه موضحا أن "تغيير التسعيرة من الدولار لأي عملة أخرى ليس بهذه البساطة". وأضاف "لا ادري قد يستمر الدولار كعملة عالمية لفترة طويلة ولا ادري ماذا سيحدث في المستقبل ولكن في الوقت الحاضر لا اجزم بأنه سيكون هناك تغيير". وقدر محلل اقتصادي أن انخفاض قيمة الدولار الأمريكي ب 10% مقابل العملات الرئيسية يجعل دول الشرق الأوسط المصدرة للنفط تفقد 5% من قوتها الشرائية، وفي خضم ذلك أكدت الدراسات التي أجرتها منظمة "أوبك" انه عند احتساب معدلات التضخم والتغير في أسعار الصرف العالمية فان أسعار النفط الحقيقية انخفضت مقارنة بالعام الماضي. وعند النظر إلى التقلبات التي شهدها سعر صرف الدولار الأمريكي، نجد أنه في عام 2002 هبط سعر صرف الدولار بنسبة 5.3% مقابل اليورو و4% مقابل الإسترليني، وفي عام 2003 انخفض سعره مرة أخرى بنسبة 15.9% مقابل اليورو و7.5% مقابل الإسترليني. وهبط الدولار في عامي 2002 و 2003 بعد أن شهد ارتفاعاً في عامي 2000 و2001. وبذلك نجد أن الدولار لم يستقر بل استمر في التراجع طيلة الفترة بين 2002 و2007، ففي منتصف عام 2007 مقارنة بعام 1999 انخفض بنسبة 22.7% مقابل اليورو و19.1% مقابل الإسترليني. كما تدل المؤشرات على استمرار العملة الأمريكية في الانخفاض في السنوات القادمة وربما بمعدلات عالية جدا. وحول أسعار النفط أعرب العطية على هامش توقيع مذكرة تفاهم بين شركة قطر للبترول الدولية مع الشركة المجرية العامة للنفط والغاز فى مجال الهيدركوربونات، عن اعتقاده بأن الزيادة التي قررها وزراء أوبك خلال اجتماعهم العادي ال 145 منتصف الشهر الماضي في فيينا بواقع 500 ألف برميل في اليوم اعتبارا من شهر نوفمبر المقبل لم تؤثر في تخفيض أسعار النفط، حيث أن تلك الخطوة كانت في محاولة لكبح جماح الأسعار التي بلغت مستويات قياسية. وأشار في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" إلى أن سعر برميل البترول متقلب حاليا معتبرا ذلك ليس له علاقة بالعرض والطلب في الأسواق النفطية، مؤكدا أن وجود المضاربات في الأسواق هي التي تؤدى إلى ارتفاع أو انخفاض سعر البرميل. وأوضح أن استهلاك العالم من النفط يتجاوز 88 مليون برميل حيث يبلغ إنتاج أوبك من هذه الكمية حوالى30 أو 31 برميل إلى جانب أن هناك دولا منتجة من الخارج من بينها روسيا والتي تعد الدولة الثانية من حيث إنتاج النفط عالميا تليها النرويج الثالثة إلى جانب المكسيك ودول أخرى تلعب دورا مهما في تسعير النفط. وقد سجلت سعر سلة خامات أوبك يوم أمس تراجعا بمقدار 86 سنتا ليستقر عند 75.37 دولار للبرميل الواحد مقارنة ب 76.23 في اليوم الذي سبقه. وذكرت نشرة أوبك أن المعدل السنوي لسعر السلة للعام الماضي بلغ 61.08 دولار للبرميل. وأشارت صحيفة ال" فاينانشيال تايمز" عبر موقعها الالكتروني إلى تراجع سعر النفط الخام الأمريكي لتعاقدات شهر نوفمبر الآجلة ب 62 سنتا ليبلغ 79.63 دولار للبرميل، وسجل سعر خام برنت لتعاقدات شهر نوفمبر أيضا انخفاضا ب 65 سنتا ليبلغ 76.99 دولار.