في ظل ارتفاع أسعار السلع..الخاسر الوحيد الفقراء محيط كريم فؤاد معاناة لا تنتهى في الوقت الذي سجلت فيه أسعار السلع الغذائية أكبر ارتفاع لها منذ 32 عاما، مدفوعة بارتفاع أسعار القمح لمستويات قياسية، عقب النقص في مخزون الحبوب العالمي، وهو ما أدي بأسعار الذرة وفول الصويا للارتفاع، بات من الواضح ان الخاسر الوحيد من هذه الارتفاعات هم الفقراء، و علي هذا الصعيد أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتبر أكبر مانح للمساعدات في العالم، اشترت خلال العام الجاري أقل من نصف كمية المساعدات الغذائية التي سبق أن اشترتها في عام 2000. وقد ساعد الارتفاع المضطرد في أسعار المواد الغذائية الذي يرجع في جانب منه إلى زيادة الطلب على انتاج الوقود الحيوي الذي يتطلب الاستعانة بمحصول الذرة لاستخراج مادة الايثانول، في تقلص مقدار المساعدات الغذائية الأمريكية التي كانت تشتريها الحكومة الأمريكية بأقل سعر لها منذ عشرة أعوام، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أعداد الجوعى في مختلف أنحاء العام هذا العام، حيث يوجد في العالم نحو 400 مليون طفل في العالم ينامون جوعى ويحيا فيه أكثر من مليار إنسان تحت خط الفقر، بينهم حوالي 300 مليون شخص في أفريقيا جنوب الصحراء والتي تحتد فيها أزمة الجوع والفقر. وقال جيان زيلجر الذي يعد تقارير للأمم المتحدة عن قضايا الجوع والطعام إن زيادة الطلب على الايثانول اثرت بصورة غير مباشرة على ارتفاع أسعار فول الصويا حيث تحولت الأراضي التي كانت تزرع فول الصويا إلى زراعة الذرة. يضاف إلى ذلك الارتفاع القياسي في أسعار القمح والذي يرجع في جانب كبير منه إلى الجفاف الذي أضر بالانتاج في استراليا وهي من كبرى الدول المنتجة للقمح في العالم. وأوضح كما ورد في وكالة الأنباء السعودية "واس" أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية لم يقلص فقط من مقدار المساعدات الغذائية الأمريكية للجوعى ولكنه أيضا جعل من الصعب أيضا على الفقراء شراء الغذاء لأنفسهم. ومن جانبها قالت خوسيت شيران المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة "نخشى أن يؤدي الارتفاع المضطرد في أسعار المواد الغذائية إلى الاضرار بالناس في الخطوط الأمامية للجوع". وأضافت إننا نحذر من أن الإنفاق على المساعدات الغذائية سيتعين زيادته فقط من أجل اطعام نفس الأعداد من البشر .. مشيرة إلى أن الدلائل الورادة من الكونجرس الامريكي بشأن الميزانية الاتحادية الامريكية لا تبشر بأية زادة في مقدار الاموال المخصصة للمساعدات الغذائية. ارتفاعات قياسية لأسعار القمح وقد توقع خبراء في وكالة الطاقة الدولية أن يصل الإنتاج العالمي من الوقود الحيوي إلى 1.75 مليون برميل يوميا بحلول عام 2012 أي أكثر من مثلي مستويات عام 2006. وفي ظل طفرة الوقود الحيوي المتسارعة، تثار المخاوف من أن تزداد معاناة البشر من الجوع بسبب ارتفاع أسعار الطعام خاصة بعد أن ارتفعت فاتورة الغذاء العالمي بنحو 50 % خلال الأعوام الخمسة الماضية. وأشار برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إلى أن السعر الذي يتم دفعه لشراء الذرة قد ارتفع إلى نحو 120% في الشهور الستة الماضية في بعض الدول، حيث حذر من أنه لن يتمكن من تحمل تكاليف توفير الغذاء لنحو 90 مليون شخص في ظل إرتفاعات أسعار الغذاء. وكان برنامج الغذاء العالمي المعني بمكافحة المجاعات في أفريقيا ومناطق أخرى من العالم قد أنفق نحو 600 مليون دولار لشراء المواد الغذائية للمناطق المتضررة من نقص الغذاء في العام 2006. وهناك بالفعل مخاوف من أن تؤدي عمليات إنتاج الوقود الحيوي إلى استمرارية ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالمياً وهو ما سيكون له تداعياته على الشعوب الأكثر فقراً، ومن المعروف ان التوجه نحو انتاج الوقود الحيوي يتطلب الاستعانة بمحصول الذرة في الوقت الذي يتزايد فيه استهلاك الذرة ببعض الدول النامية. وعلي الصعيد نفسه حذرت منظمات دولية وخبراء في مجالي الغذاء والبيئة من أن الاعتماد المتزايد على الوقود الحيوي المستخرج من النباتات يساهم بشكل كبير في ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية في السوق العالمية ويهدد التوازن البيئي. وعلى جانب أخر دعا الامريكي جورج بوش مؤخرا الكونجرس بأن يلغي الرسوم الجمركية على الواردات من وقود الايثانول، موضحاً في مقابلة تلفزيونية أن الغاء تلك الرسوم سيمكن صادرات الايثانول الأجنبية من دخول الأسواق الأمريكية، حيث تأمل واشنطن بأن تسد زيادة واردات الايثانول من دول مثل البرازيل لسد احتياجات السوق الأمريكي من البنزين.