قال البنك الدولي إنه ينبغي للولايات المتحدة الأخذ بعين الاعتبار ارتفاع أسعار الغذاء الذي يضر بفقراء العالم عندما تضع السياسات التي تحول جزء كبيرا من محصولها من الذرة إلى إنتاج الوقود الحيوي. وقد ارتفعت الأسعار العالمية للأغذية الأساسية مثل القمح والأرز في الأعوام الأخيرة مما تسبب في انتشار الجوع واندلاع أعمال شغب وتكالب المواطنين على تخزين الغذاء في الدول الفقيرة. ويلقى باللوم في هذا كله على مزيج من العوامل مثل زيادة استهلاك الأغذية في الاقتصادات التي تشهد نموا سريعا مثل الصين وعلى سوء الأحوال الجوية الذي يضر بالمحاصيل، لكن المحللين يرون أيضا أن السعي العالمي لزيادة إنتاج الإيثانول مسئول بدوره عن دفع الأسعار للارتفاع، وقال رئيس البنك الدولي روبرت زوليك : إنه ينبغي للولايات المتحدة أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار. وأبلغ زوليك مؤتمرا صحفيا في مكسيكو سيتي أنه يتعين على الولاياتالمتحدة أن تقييم تأثير هذا على المنظومة الإجمالية للقضايا الإنسانية فيما يتصل بسعر المنتجات الغذائية. وتقول الحكومة الأمريكية إن الإيثانول الذي ينتج من الذرة والذي يمكن استخدامه كبديل للبنزين من شأنه المساعدة في الحد من اعتماد البلاد على استيراد النفط من دول غير مستقرة. وفي عام 2007 أقر الكونجرس الأمريكي تشريعا ينص على أن تتضمن إمدادات البنزين 36 مليار جالون من الوقود المتجدد بحلول عام 2022 . وفي الوقت الحالي يتم تحويل أكثر من ربع محصول الذرة الأمريكي إلى وقود حيوي. وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش الأسبوع المنتهى 1 مايو 2008 إنه لا يزال يؤيد التوجه الأمريكي نحو إنتاج الإيثانول وإن صناعة الايثانول الأمريكية مسئولة عن جزء صغير فقط من التضخم في أسعار الغذاء. وكان البنك الدولي قد حذر من أن تضاعف أسعار الغذاء منذ 2006 وحتي 2008 قد يعرض نحو 100 مليون شخص للهلاك خاصة في الدول منخفضة الدخل، كما سيزيد معدلات الفقر في العالم من 3 الي 5 نقاط مئوية. وتعهد البنك الدولي ووكالات تابعة للأمم المتحدة بتشكيل قوة عمل للتصدي لارتفاع أسعار الغذاء على مستوى العالم. (رويترز)