القاهرة : اصدرت سلسلة الذخائر بالهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب "الفلاكة والمفلوكون" الوحيد للامام احمد بن علي الدلجي، وهو مصري المولد ويكاد يقبع بين المجهولين منذ وفاته في (1210 ه 1795م). وبحسب قراءة محمود قرني بجريدة "القدس العربي" يعد هذا الكتاب هو الوحيد ربما في العربية الذي يعالج قضية الفلاكة اي الاهمال والتهميش والفقر. تشير د. زينب الخضيري التي قدمت للكتاب ببحث مطول إلى ان الكتاب لم يكتف بطرح قضية الفلاكة او الفقر والتهميش بمعناها الاجتماعي بل ايضا طرحها كقضية كلامية واخلاقية ونفسية. وترى الخضيري من هنا ان الكتاب يعد تأصيلا وامتدادا لمشروع ابن خلدون؛ حيث يطرح لأول مرة مشكلة الفقر من منظار علمي، حيث توفي الكاتب بعد قيام الثورة الفرنسية بست سنوات وقبل الحملة الفرنسية على مصر بثلاث سنوات، وقبل ان ينتهي اوغست كونت من محاضرته الشهيرة في الفلسفة الوضعية بسبعة واربعين عاما. وتضيف د. زينب الخضيري ان الدلجي استخدم منهج الاستقراء والقياس من خلال الواقع المتعين وتأمله ودراسته بعناية، وقد جرى في الكتاب بشكل لافت الفصل بين المقدس والدنيوي رغم الحفاظ على العقيدة وعدم المساس بها. حسب كتاب الإمام الدلجي فانه يعرف الفلاكة بأنها مفردة اعجمية وتعني الرجل غير المحظوظ المهمل في الناس لإملاقه وفقره، ويبرر الدلجي اختياره مفردة اعجمية بقوله ان القواميس العربية لا تحتوي على مقابل لها. والفلاكة لدى الدلجي اربعة انواع اولها الفلاكة المالية، وهي تتعلق بمن يصبح عاجزا عن كسب قوته بالوسائل الطبيعية فيتعلق بأسباب مستحيلة مثل التنجيم والكيمياء كذلك الاشتغال بحرف لا تحتاج الى جهد وليس لها صفة الاستقرار، وهي حرف يطلق عليها الحرف الهوائية الضعيفة الصدفية. وترصد الدكتورة الخضيري مثالا لتلك المهن اضاعة الشهود لغير المعروف والدلالة لغير المشهود.