باريس: صدر حديثاً كتاب جديد بعنوان "هل انتهت فرنسا؟" وذلك عن دار "فايار" باريس، وهو من تأليف جان بيير شوفنمان والذي سبق وأن تولى عدة مناصب وزارية بفرنسا، ويقع في 320 صفحة من القطع المتوسط. ووفقاً لصحيفة "البيان" الإماراتية يناقش المؤلف عبر الكتاب مكانة فرنسا حالياً في ظل العولمة وبعد انهيار الاستقطاب الثقافي الدولي الذي ساد عقودا طويلة بعد الحرب العالمية الثانية. وفي البداية يحاول شوفنمان شرح الأسباب التي دفعت فرنسا إلى هامش الفعل على المسرح الدولي، ويرى أن ما حدث هو نتيجة منطقية للمسار التاريخي الفرنسي، كما يرى أن الأزمة المالية العالمية التي انطلقت شرارتها من الولاياتالمتحدةالأمريكية 2008 والنتائج التي أدت إليها في فرنسا بسبب خياراتها وخاصة المنعطف الليبرالي الذي عرفه اليسار الفرنسي منذ فترة رئاسة فرانسوا ميتران، ساهمت في النتيجة الراهنة. ويقول شوفنمان في كتابه أن الجنرال ديغول وفرانسوا ميتران يمثّلان رجلي الدولة اللذين تركا أثرهما على القرن الماضي "العشرين". حيث حمل الجنرال ديغول مشعل الوطنية، ونادى ب "فرنسا التي لا تقبل الهزيمة"، وكان من أطلق "نداء التحرر" من لندن في أكثر فترات التاريخ الفرنسي سوادا، كما تمكن من أن يضع فرنسا في صف المنتصرين وأن يعيد بناء الدولة، إلا أنه لم يكن مسئولاً عما تلا ذلك. أما فرانسوا ميتران الذي ولد عام 1916، أثناء الحرب العالمية الأولى، وشهد هزيمة بلاده أمام هتلر عام 1940، امتلك إرادة تجاوز الهزيمة عبر تجاوز المحنة الفرنسية عبر الانتماء إلى المجال الأوروبي الأرحب. ويخلص المؤلف من تحليلاته إلى القول إن فرنسا بحاجة إلى الرؤيتين. رؤية ديغول "ذات النزعة الوطنية"، ورؤية ميتران "ذات النزعة الأوروبية". لكن الجمع بين فرنسا قوية وأوروبا مزدهرة يواجه ضغط القوة العظمى في الأمس والقوة العظمى في الغد، أي الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين.