إعتبارا من الاثنين القادم سيتاح للباحثين وثائق وبرقيات وزارة الخارجية الفرنسية المتعلقة بانهيار حائط برلين والتي كان من المقرر في الأصل الإفراج عنها في 2014، إلا أن اتاحة الاطلاع عليها جاء مبكرا بمبادرة من بيير لولوش وزير الدولة للشؤون الأوروبية والذي كان مستشارا دبلوماسيا للرئيس السابق جاك شيراك أثناء توليه منصب عمدة باريس. كان بيير لولوش قد دعا في 22 سبتمبر الماضي إلى أجندة جديدة بين فرنساوألمانيا واعتبر أن سقوط حائط برلين قد مثل فرصة ضيعتها فرنسا التي لم يستطع رئيسها آنذاك فرنسوا ميتران أن يقبل ألمانيا المتحررة من نير الاتحاد السوفيتي. ويرى بعض المراقبين أن بيير لولوش أراد من خلال الإسراع بالإفراج عن هذا الأرشيف أن ينكأ جرحا قديما بإلقاء الضوء على موقف ميتران الرافض لعودة الوحدة بين ألمانياالشرقية والغربية. هيوبار فيدرين وزير الخارجية السابق وواحد ممن كانوا مقربين من فرنسوا ميتران، يعتبر في ذلك محاولة لجعل ميتران مذنبا في نظر التاريخ، ويوضح فيدرين قائلا:" إنني لست ضد الإفراج عن أرشيف وزارة الخارجية لكن شريطة أن يكون بمصاحبة الإفراج عن الأرشيف الرئاسي كي تتاح رؤية شاملة تثبت أن فرانسوا ميتران استطاع إدارة الحدث جيدا". بيير لولوش الذي عبر عن سعادته بفتح الأرشيف يقول:" إن 70% من الفرنسيين كانوا يؤيدون الوحدة الألمانية في 1989 متفوقين بذلك على قادتهم لقد كانت حقبة يسيطر عليها المخاوف وهذه المخاوف تنتمي إلى الماضي". في 14 نوفمبر 1989 وبعد أيام من سقوط الحائط استقبل الأمين العام للخارجية الفرنسية فرانسوا شير سفير ألمانياالشرقية ليؤكد له أن فرنسا لا تخشى انضمام الألمانيتين إلا أن هذا لا يعني أن فرنسا تريد حدوث هذه الوحدة فورا وبأي شكل لكنه أضاف أن فرنسا لن تكون عقبة أمام الوحدة كي لا تخرج عن النهج الذي وضعه الزعيم شارل ديجول الذي أعلن في 1959 أن:"الوحدة هي قدر الشعب الألماني".