القريب الأمريكي القاهرة: عقد المنتدى الأدبي لأمانة القاهرة بحزب التجمع، ندوة نقدية لمناقشة المجموعة القصصية "القريب الأمريكى" للكاتب والإعلامى علاء أبو زيد، والصادرة عن دار نشر15/3. المجموعة تعد الثالثة للكاتب حيث صدر له من قبل "فم النهر" و"الحافة". أدار الندوة الكاتب أسامة عرابى بمشاركة الناقد د. يسرى عبد الله، وبحضور عدد من الكتاب والنقاد والأكاديميين المتخصصين في مجالى الأدب والنقد، من بينهم الروائي خالد إسماعيل والروائي بهاء عبد المجيد. وفي كلمته أكد الكاتب أسامة عرابي أن القاص علاء ابو زيد استطاع بمهارة حاذقة أن يعيد للقصة القصيرة رونقها وتقاليدها الراسخة وفتوتها الباهرة . التي تمثلت بشكل جلى في القضايا التي طرحتها مجموعة "القريب الأمريكي"وعناوينها التي أضحت في كل واحدة منها فضاء واسعا رحبا لاينفصل عن واقعنا المعاش.
وأشار عرابي إلى أن القاص استطاع في مجموعته ان يجعل المعني مفتوحا على التأويل من خلال تفعيل الدراما الداخلية وتضمين اسئلة العصر الكبرى الملحة والتي ظهرت بقوة في "القريب الأمريكي "و"البعيد السوداني" و"الرجل ذو اللحية في إنتظار خطابات الخالة" و"لونه ابيض".
وأضاف عرابي أن أبو زيد استطاع من خلال تقنية الفلاش باك ان يقوم باستدعاء الماضي والحاضر في اطار تصادمي .تمثل بقوة في الشخصيات التي أوجدها القاص في حالة أشبة بالعراك والسجال الدائر والمستمر .الذي لاينضب ولاينتهي.
علاء أبوزيد - روائي وقاص مصري النص الجيد هو الذي يمنحك نفسه عند كل قراءة، هذا ماأكده الناقد د. يسرى عبد الله من خلال رؤيته لمجموعة علاء ابو زيد القصصية التي إمتاز نصها بتعدد الدلالات وتجدد المدلولات وهو مايعرف في تقنيات النقد الأدبي ب open text على حد وصفه. وأشار الناقد إلى ان "القريب الأمريكي "محاولة ابداعية حاولت فضح المستور عنه والإشتباك مع الراهن المعيش وذلك عبر سرد شفيف ولغة شفافة . وألمح الروائي خالد إسماعيل إلى ما أسماه ب القدرة الإبداعية التي قدمها أبو زيد من خلال مجموعته الجديدة والتي اتسمت بالجرأة وذلك من خلال مزج الحالة السياسية بفن القصة القصيرة داخل قالب أدبي أكد من خلاله على أن المبدع لاينفصل بأي حال من الأحوال عن واقعه السياسي المعاش ومشكلات وطنه بل تعدى ذلك ليقدم حلولاً منهجية له بدت واضحة في "الصليب يغادر النهر"و"1981"التي كرست فلسفة المواطنه والتأكيد على الهوية المصرية الواضحة.
واكد إسماعيل على ان القاص علاء أبو زيد ينتمي إلى ثقافة وأدب الجنوب والتي بدت واضحة في مجموعته وقدم بعداً أدبيا جديداً من خلال "البعيد السوداني" والتي اكد من خلالها على أن شمال السودان وجنوب مصر هي قطعة جغرافية وأدبية واحده . وأشار والروائي بهاء عبد المجيد إلى أن علاء ابو زيد نجح بشكل كبير في مجموعته "القريب الأمريكي"في نقل قضايا القصة القصيرة من المحلية الى العالمية بالإضافة إلى انه استطاع ان يصف العلاقة بين الرجل والمرأة بصورة تبعد كل البعد عن الشبقية والوصف الجنسي المحض. فى ختام المناقشة كشف علاء ابوزيد انه كان قلقا من الاستقبال النقدى لكتابه الجديد القريب الامريكى لخوفة من فشل تجربة الكتابة على خلفية المهام الاعلامية التى قام بها بحكم عمله . واضاف ان كتابه الجديد يمثل انطلاقة لعالم اوسع يبتعد عن العالم الذى ابدعه فى مجموعتيه السابقتين "فم النهر" و"الحافة" ويقترب منهما من خلال بقية قصص المجموعة كما كشف ابوزيد ان امريكا لم تستوعب للآن حقيقة مجتمعاتنا العربية وانها تكتفى بالتعامل مع مجموعات صغيرة منها وهى مجموعات سكانية لا تمثل الاغلبية وبالتالى تذهب هذه المجموعات الى امريكا بخطاب الاضطهاد وكلما ارتفع صراخها هناك ازدادت شرعية بقائها .