دمشق: يجيب كتاب "لغز رأس المال" الذي ألفه هرناندودي سوتو، وترجمه حسام الدين عن سؤال مهم وهو: لماذا تنجح الرأسمالية في الغرب وتفشل في كل مكان آخر؟، وذلك في كتابه الذي صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب هذا العام. وكتب مصطفى علوش في جريدة "تشرين" أن الكتاب يشير إلى أن العثرة التي تحول دون استفادة بقية العالم من الرأسمالية هو عجز هذه البقية عن إنتاج رأس المال، فرأس المال هو القوة التي ترفع إنتاجية العمل وتخلق ثروة الأمم، إنه دم الحياة في النظام الرأسمالي وأساس التقدم والشيء الوحيد الذي يبدو أن بلدان العالم الفقيرة لا تستطيع أن تنتجه من تلقاء ذاتها، بصرف النظر عن مدى الحماس الذي تنخرط به شعوبها في كل النشاطات الأخرى التي تميز الاقتصاد الرأسمالي. يشير الكتاب إلى أن قيمة المدخرات في البلدان الفقيرة هي في الواقع هائلة تعادل أربعين ضعف المساعدات الأجنبية التي تلقاها العالم منذ عام 1945، ففي مصر يبلغ حجم الثروة التي كدسها الفقراء 55 ضعف المبلغ الذي جلبته الاستثمارات منذ أن أخذت تسجل هناك بما فيها قناة السويس وسد أسوان. وفي هاييتي البلد الأكثر فقراً في أمريكا اللاتينية يربو مجموع ما يملكه من أصول على 150 ضعف الاستثمار الأجنبي الذي تلقته منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1804. لكن هذه البلدان تملك تلك الموارد في أشكال غير تامة، منازل مبنية على أرض حقوق ملكيتها ليست مسجلة بشكل كاف، أعمال حرة غير منظمة ذات مسؤولية غير معرفة، صناعات قائمة في أمكنة لا يستطيع الممولون والمستثمرون أن يروها، ولأن حقوق هذه الممتلكات غير موثقة بشكل كاف فلا يمكن الاتجار بها خارج دوائر محلية ضيقة؛ حيث يعرف الناس بعضهم بعضاً ويثق أحدهم بالآخر، ولا يمكن استخدامها كضمان لقرض أو سهم مقابل استثمار ما. يصل المؤلف - بحسب الصحيفة السورية - إلى فكرة أساسية تقول إن القوى الاقتصادية البارزة في العالم الثالث والدول الشيوعية السابقة هي جامعو النفايات وصانعو الأدوات وشركات البناء غير القانونية في الشوارع بعيداً في الأسفل، والخيار الحقيقي الوحيد أمام حكومات هذه البلدان هو أن تدمج هذه الموارد في إطار قانوني متماسك ومنظم أو أن تواصل العيش في الفوضى.