يري مؤلف هذا الكتاب أن الرأسمالية ضلّت طريقها في البلدان النامية، وأن المجتمع الرأسمالي يعيش في ناقوس زجاجي معزول، ويتبني هرناندو دي سوتو في كتابه "سر رأس المال" للإجابة عن سؤال: لماذا تزدهر الرأسمالية في الغرب وحده وتفشل في باقي أنحاء العالم؟ الموقف القائل بأن اللحظة التي تحقق فيها الرأسمالية انتصاراتها هي لحظة أزمتها، وعلي هذا الأساس يوجه الكتاب الذي ترجمه والصادر عن مكتبة الأسرة نقده للرأسمالية بسبب تمركزها في أيدي قلة، بينما الغرب المتقدم والأمريكان مثلا يتعجبون في استفزاز: كيف تعاني الرأسمالية متاعب، في الوقت الذي تستطيع فيه أن تأكل سندويتشات "بيج ماك" في موسكو، وتتصل بالإنترنت في شنغهاي؟! يشدد الباحث علي نظريته بأن العولمة تصبح أحيانا طريقا مزدوج المسار، أو سلاحا ذي حدين، بحيث إن لم تستطع بلدان العالم الثالث الإفلات من تأثير الغرب، فإن الغرب نفسه لا يستطيع أن يعزل نفسه عنها، ويقترح لتفادي ذلك التناقض الحاصل، أن تتجه دول العالم الثالث نحو إنتاج رأس المال، الذي هو علي حد وصف دي سوتو "شريان الحياة" بالنسبة للنظام الرأسمالي، ويشرح كمناوئ للرأسمالية، أن مدخرات الفقراء تمكنهم من امتلاك رأس مال هائل، لكنهم يحتفظون به في شكل معيب: بيوت بدون تراخيص، أو أراض بلا صكوك ملكية. وبمقولة تحمل كثيرا من الفلسفة: "الشحاذون أيضا بإمكانهم التجوّل في عباءات حريرية!"، يصل إلي نتيجة وهي أن مشروعات الفقراء تنتج رأسمالا ميتا غير منتج، وذلك هو سر رأس المال.. عندما يتم التعامل مع الرأسمالية بوصفها ناد خاص للصفوة، فلنتخيل قبوله لأعضاء بفئوس وجلاليب!