بيروت: يتناول كتاب "فلسفة الوجود عند السهروردي/ دراسة" لمؤلفه محمد حسين بزي، والصادر عن دار الأمير- بيروت قصة حياة وأعمال وإبداعات المفكر والعالم شهاب الدين السهروردي. يتطرق الكتاب إلى الحديث بالتفصيل عن محطات حياة السهروردي وماهية إبداعاته، فيشير المؤلف - وفق صحيفة "البيان" الإماراتية - إلى مولد السهرودي عام 545هجري-1150 ميلادي، في قرية سهرورد، وهي بلدة كردية في شمال غرب بلاد فارس، قرب همدان في منطقة ميديا القديمة. اسمه الحقيقي هو "يحيى بن حبش بن أميرك" وكنيته أبو الفتوح، ولقبه شهاب الدين، وكان السهروردي أمضى سني حياته الأولى في بلدته سهرورد، وفيها تلقَّى ثقافته وعلومه الأولية. ثمَّ قام برحلات علمية عديدة، إذ كان يُكثر الترحال، وكان كلَّما حلَّ ببلد يبحث عن العلماء والحكماء فيه، فيأخذ عنهم، ويصاحب الصوفية. رحل إلى سوريا فزار دمشق، واستقرَّ به المقام أخيراً في مدينة حلب عام 579 هجري، إذ ظهرَ فيها كشيخ للفلسفة والتصوف على نحو غير مألوف، وسرعان ما ذاع علمه، وخلبت تعاليمه وآراؤه أفئدة وعقول الناس، فانتشرت بينهم انتشاراً لا مثيل له. ويبين بزي أن السهروردي امتاز بالجمع بين الجانب الفلسفي والجانب الصوفي، وذُكرت عن السهروردي مجموعة من الكرامات تتصل بالتصرف بالطبيعة والسحر، وقد كان ذا مظهر زهدي واضح، يهمل ثيابه وجسمه وقوته والمال، ويبرر ذلك بأن له هدفاً أسمى من هذه المطالب المادية. وفي حلب كتب أهم أعماله: حكمة الإشراق، كتاب اللممات، كتاب المقاومات، كتاب المطارحات.. وغيرها. أقام شيخ الإشراق فلسفته الأخلاقية على جهاد النفس، سلوكاً وعملاً، لتخليصها من اللذات الحسية وأدران الجسد، كمنطلق جوهري لنظريته الإشراقية في الشهود. يقول السهروردي: "ظنَّ العامة أن لا لذة غير الحسِّية، ولم يعلموا أن لذة الملائكة بجوار الله تعالى وشهود جلاله، أعظم مما للبهائم ومطالبها". ويقول أيضا: "وعديم الذوق قد لا يشتاق إلى اللذة وإن صحَّ عنده وجودها، كالعنِّين الغافل عن لذة الجماع".