القاهرة: صدر عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة الترجمة العربية لكتاب "حرب غرناطة" للكاتب أورتادو دي مندوثا، والذي ترجمته للعربية إيمان عبد الحليم أستاذة الأدب الأسباني بجامعة القاهرة، وسلوى محمود أستاذة الأدب الاسباني بجامعة حلوان، بينما راجعه الكتاب جمال عبد الرحمن أستاذ الأدب الأسباني بجامعة الأزهر والذي وصف المؤلف بأنه "كان متمردا على الأوضاع وأن كتابه تجاوز عدة خطوط حمراء" ولهذا لم ينشر قبل عام 1627. ووفقاً لصحيفة "الثورة" السورية يكتسب هذا الكتاب قيمته من موضوعيته ومعاصرة مؤلفه لحرب الدفاع عن الهوية في الأندلس قبل 440 سنة, وهي معارك دارت بين عامي 1568 و1570 بين طرفين يريد كلاهما أن يقضي على الآخر, ولكن المؤلف تخلى عن نهج المنتصر الذي يعمد الى الانتقام من المهزوم بتشويه تاريخه. ويرصد مؤلف الكتاب الذي كان أديبا وشاعرا ومحاربا ودبلوماسيا, وقائع المناورات والمواجهات في جنوبإسبانيا بين أقلية مسلمة تحارب بأسلحة بدائية وتنتظر عونا من الأتراك والمغرب والجزائر, وإمبراطورية صاعدة أعلنت عن نفسها عام 1492 بعد أن سقطت غرناطة, وسلمها الملك أبو عبد الله محمد الصغير للملك فرديناندو الخامس. ومما قاله منوثا عن كتابه أنه يؤرخ لثورة "المتمردين من المسيحيين الجدد" من المسلمين الذين أكرهوا على اعتناق المسيحية وخاضوا الحرب ضد الملك الكاثوليكي فيليب الثاني، ورغم شهادته أحيانا في حق الموريسكيين - وهم بقية العرب المسلمين الذين تظاهروا بأنهم كاثوليك هربا من البطش- فإنه أحيانا يطلق عليهم اسم "الأعداء" الذين هزموا في نهاية الأمر وتم اخراجهم من أراضيهم وطردهم من منازلهم, وتم أسر الكثيرين من الرجال والنساء والأطفال الذين تم تكبيلهم بالقيود وبيعهم في المزادات أو حملهم الى أراض بعيدة عن وطنهم الاصلي. ومن خلال كتابه يوضح المؤلف إن ترتيبات اتخذت بعد عام 1492 منها محاولات لإقناع المسلمين باعتناق المسيحية رغبة في أن تكون مملكة اسبانيا بأكملها مملكة مسيحية، ثم لجأ الملكان الكاثوليكيان فردينادو وايزابيل الى تعميد المسلمين قبل إنشاء محاكم التفتيش التي ضغطت على الموريسكيين بشكل غير عادي إذ حظر الزي الخاص بهم, وكذلك لغتهم وموسيقاهم وغناؤهم وإقامة الأعياد واحتفالات الزواج وأن تظل أبواب بيوتهم مفتوحة.