بيروت: صدر حديثاً للباحث فخري صالح كتاب نقدي بعنوان " قبل نجيب محفوظ وبعده" عن الدار العربية للعلوم ناشرون، ويعلن الباحث في مقدمة الكتاب أن الرواية، اليوم، هي النوع الأدبي الطاغي على قوائم دور النشر عالميًّا. ووفقاً لصحيفة "الجريدة" يعلل فخري صالح انتشار الرواية لكونها الأقرب إلى الحياة اليومية، ولأن قراءها يتقمّصون شخصيّاتها، إضافة إلى أنها تستطيع التعبير عن الإنسان في وطأة الحياة المعاصرة المعقّدة، فالسَّرد يصل إلى ما لا يصل إليه الشّعر بالاستعارة والتجريد. ويربط الباحث بين الرواية والتاريخ حيث يراها تاريخًا موازيًا للبشر، معتبراً أن التاريخ المعاصر لا يمكن أن يتجاهل الرواية لما فيها من حقائق ووقائع وأسرار، ويرى أن ما كتبه نجيب محفوظ عن مصر المعاصرة يفوق بأهميته السرد التاريخي في الصحافة والكتب التاريخيّة. وخلال كتابه "قبل نجيب محفوظ وبعده" توقف الناقد فخري صالح في أبحاثه الروائيّة العربيّة عند عدد لا بأس به من الروائيّين العرب متعقّبًا مسار الرواية العربيّة، ورأى أنّ توفيق الحكيم قد هيّأ المناخ الروائيّ لنجيب محفوظ و"وضع الرواية العربيّة على مفترق الطريق"، وأنه يرجع الفضل لرواية الحكيم الأولى "عودة الروح" في نقل الرواية العربية من زمن البدايات والتلعثم الروائي إلى عالم الرواية الناضجة. كما استطاع يحيى حقي في رواية "قنديل أم هاشم" أن يقدم منتجًا فنيا مغايراً يتميز بإتقان الحيل السردية، وتحت عنوان "ما بعد نجيب محفوظ" يظهر صالح محفوظ في رواياته عينًا ثالثة مفتوحة تتمكّن من رصد داخلي للمجتمع المصري في القرن العشرين، بموضوعية تتصف بالصرامة تعيد تمثيل الحدث الاجتماعي والسياسي وتحولات المجتمع المصري العميقة. وتناول فخري صالح في كتابه مراحل تطور الكتابة السردية في القصة والرواية ودل على متغيراتها بنية ومضمونا، وقدّم لائحة بعدد من الروائيّين العرب قارئًا رواياتهم بخلفيّات نقديّة، مستنتجًا ملاحظات دقيقة بشواهد نصية مثل عبد الرحمن منيف، الياس خوري، وزياد قاسم، ومؤنس الرزاز، وغسان كنفاني، وجبرا ابراهيم جبرا، وإميل حبيبي، والياس فركوح، والطيب صالح وغيرهم