لندن: صدر عن جامعة يال 2009 كتاب "تشارلز ديكنز حياة عبر الكتابة" تأليف الأستاذ الجامعي الإنجليزي مايكل سلاتر، والذي يكشف فيه المؤلف جوانب من حياة هذا الكاتب الشهير، ولم يكن هذا هو الكتاب الأول الذي يكتبه سلاتر عن ديكنز حيث سبق أن قدم الكثير من الأعمال حول هذا الكاتب الإنجليزي الشهير. ووفقاً لصحيفة "البيان" الإماراتية يقول سلاتر أن الأسرار التي تحيط بحياة الروائي ديكنز ليست أقل عمقاً أبداً عن الأسرار التي تحيط بالشاعر شكسبير، هذا مع فارق أن أسرار الروائي تمتد جذورها إلى أعماق تجربته وشخصيته. وينقل عن ديكنز نفسه قوله في أحد رسائله عن سلفه الكبير "أعتقد بأنه من حسن حظ الشاعر شكسبير- عدم معرفة إلا القليل عنه، أما أنا فأخشى كل يوم أن يخرج أي شيء جديد". وياتي هذا الكتاب الجديد عن تشارلز ديكنز ليتناول الحياة التي عاشها هذا الروائي الكبير، وكيف أن المواضيع التي تناولها في مؤلفاته تتقاطع كثيراً مع المفارق الأساسية في مسيرة حياته بالمجتمع اللندني خلال القرن التاسع عشر. كان ديكنز قد بدأ كتابة القصص منذ سن العشرين بالعديد من الصحف والدوريات، وفي أحيان كثيرة على هيئة حلقات شهرية. وفي عام 1836 تزوج من ابنة رئيس تحرير "ايفنينغ كرونيكال" وأنجبا 10 أطفال. ووفقاً لما يراه مؤلف الكتاب فإن مصدر الطاقة الكبير الذي دفع تشارلز ديكنز في عالم الكتابة كان مزيجاً من الألم الذي سببه له والده اللاهث دائماً وراء المال، ومن ثقته الكبيرة بالنفس. ويتم التأكيد في هذا السياق على أن علاقته المتوترة باستمرار مع أخته "فاني" وجدت صداها الكبير في مختلف أعماله الإبداعية. وكما يكتب المؤلف فإن المأساة والخيال لا ينفصلان بالكاد من ذهن ديكنز، لقد تأثرت كتابته دائما بحياته وبعدد من المواقف المتجذّرة في أعماقه. وعنصر ثابت آخر لديه تمثّل في الحكايات الشعبية والتراثية التي سمعها أثناء طفولته ومراهقته. توفي تشارلز ديكنز، أحد أكبر أعلام الأدب العالمي، عام 1857، بعد حياة حافلة بالأحداث والمنعطفات، وممزوجة بخيط من التشاؤم، يؤكد عليه المؤلف مايكل سلاتر في جميع فصول هذه السيرة.