الكويت: "بعد ثلاثة أيام من الانقطاع عن القراءة سيصبح الكلام بلا نكهة" بهذه الحكمة الصينية القديمة بدأ د ساجد العبدلي كتابه الممتع والأنيق الإخراج "القراءة الذكية"، وهو من الكتب المطلوبة بشدة في هذه الأيام في عالمنا العربي حيث أصبحت القراءة بمنزلة فعل فاضح. ووفق قراءة "محمد حنفي" بجريدة "القبس" الكويتية ، يشير مؤلف الكتاب إلى الواقع المأساوي للقراءة بقوله : "عندما قررت أن أكتب كتابا عن القراءة وجدت معارضة للفكرة ممن حولي، لأنها، وفق ما قالوه لي، لن تستهوي أحدا، ولن تجد لها جمهورا، وبالفعل فهذا الكلام منطقي إلى حد كبير، فكيف لي أن أقنع أناسا لا تقرأ، وربما تفعل ذلك لأنها لا تريد أن تقرأ أصلا". عبر 100 صفحة من الإخراج النوعي يتجول الكاتب بالقارئ في رحلة مكونة من خمسة أبواب إلى عالم القراءة الذكية، يبدأ العبدلي الباب الأول من هذه الرحلة بالحديث عن "أهمية القراءة" وهنا يطرح السؤال: هل القراءة هواية؟ ويستشهد بآراء عدد كبير من المفكرين والمثقفين للدلالة على أن القراءة أكثر من مجرد هواية نمارسها، وإنما القراءة هي الحياة، والقراءة السليمة هي فن الحياة. إن العبدلي يرى أن القراءة تلك السنة الإلهية التي كانت أول كلمة في آخر رسالة "اقرأ" أدركها غير المسلمين وتناساها وأغفلها المسلمون في يوم من الأيام، فكانت بداية النهاية للحقبة الماضية من عمر الحضارة الإسلامية. ويخصص د ساجد العبدلي الباب الثاني من الكتاب للحديث عن "فن القراءة" حيث يبدأ بتحديد خماسية فن القراءة: ماذا أقرأ؟ لماذا أقرأ؟ أين أقرأ؟ متى أقرأ؟ كيف نقرأ؟. كما يخصص الباب الثالث للحديث عن أساليب القراءة، فهناك قراءة الاستطلاع التي تعطي القارئ لمحة عامة عن الكتاب، وهناك القراءة العابرة التي يبحث القارئ من خلالها عن معلومة محددة أو إجابة سؤال، بينما القراءة التحليلية هي التي يستوعب القارئ من خلالها كل مادة الكتاب والنفاذ إلى أبعاده ودلالاته، والقراءة السريعة هي التي فرضتها تطورات عصر المعلومات وثورة الاتصالات والتي أصبح لازما على القارئ أن يتعلم كيف يزيد من سرعة قراءته ليواكب السرعة الفائقة التي تنتج وتنتقل بها المعلومات. ووفق " القبس" يحمل الباب الرابع من الكتاب عنوان الكتاب نفسه "القراءة الذكية" وفيه يحدد د العبدلي خارطة طريق لهذه القراءة الذكي.