صدر مؤخرا كتاب "استراتيجية تنمية لغة الطفل العربي.. أبحاث ودراسات"، إعداد المجلس العربي للطفولة والتنمية، بالشراكة مع جامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية "أجفند". ووفقا لموقع "ميدل ايست" يأتي الكتاب نتاجا لمخرجات مؤتمر "لغة الطفل العربي في عصر العولمة" الذي عقده المجلس العربي للطفولة والتنمية بالتعاون مع جامعة الدول العربية خلال الفترة من 17 – 19 فبراير 2007 بالقاهرة، وبمشاركة أكثر من 500 شخص من 26 دولة عربية وأجنبية، في محاولة علمية للوصول إلى إطار عام لاستراتيجية تنمية لغة الطفل العربي تتحدد فيه الأهداف المطلوب تحقيقها للمحافظة على اللغة العربية وتنميتها، وتمكين الطفل العربي من اكتسابها وامتلاكها، واستخدامها على الوجه الذي يضمن له أن يحافظ على هويته، وأن يتعايش مع هذا العصر، ويتفاعل معه ومع الآخر، ويشارك في حياته مشاركة إيجابية فعالة. وتعد هذه الاستراتيجية – التي جاءت بمبادرة من الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية – دعوة لإنقاذ اللغة العربية لغة المستقبل العربي وتطويعها لروح العصر وحاجاته وتزويدها بالعناصر والأدوات التي لا بد أن تمتلكها كل اللغات العصرية الحية، وخلاصة جهد لصفوة من المثقفين والمتخصصين في العالم العربي كخطوط هادية وإشارات كاشفة للأخذ بها والعمل بمقتضاها. يتضمن الكتاب 18 فصلا بالإضافة إلى إطار عام للاستراتيجية الذي يطرح دواعي إعدادها، وأهدافها الرامية إلى حفظ المقومات الأساسية للغة الطفل العربي وحمايتها من المتغيرات التي تهددها وتستهدف إلى حد كبير طمسها، وتصحيح أشكال الأداء اللغوي عند الطفل العربي ومعالجة المشكلات التي يصادفها في ذلك، وتمكين الطفل من امتلاك مجموعة من المهارات اللغوية التي تؤهله لاستخدام فنون اللغة بكفاءة، ورفع مستوى الأداء اللغوي عند الطفل العربي، وتوسيع الثقافة اللغوية والأدبية للطفل العربي وتعميقها وتعدد المصادر التي تثري من خلالها لغة الطفل العربي. من أبرز الموضوعات التي تناولتها فصول هذا الكتاب موضوع اللغة والهوية، والتنشئة اللغوية للطفل العربي، وطرائق تعليم اللغة للأطفال، والصحة اللغوية والصحة النفسية للطفل العربي، والتحديات التي تواجه لغة الطفل العربي، وأنظمة اللغة العربية صوتيا وصرفيا وتركيبيا، والمؤثرات اللغوية على لغة الطفل، ولغة الطفل في عصر العولمة، والتعريب والتعليم باللغة العربية، والإعلام ولغة الطفل العربي، والأطفال في ظل خريطة إعلامية متغيرة. إلى جانب استعراض تجارب بعض الدول في الحفاظ على لغتها الأم مثل كوريا الجنوبية وإسبانيا، وأدب الأطفال، ولغة الطفل في المسرح والموسيقى، واضطرابات التواصل اللغوي عند الأطفال، ولغة الطفل العربي في ظروف صعبة (اكتساب اللغة في تأهيل المعوقين، وفي المهجر، وتجربة فلسطيني 48، وعربي جوبا). وكذلك المجامع العربية ولغة الطفل. ويقدم الكتاب في خطوة رائدة خلاصة ما جاء في تقارير المؤتمرات وتوصياتها (مقسمة موضوعيا) على مدار خمسين عاما، وأخيرا متطلبات إنفاذ الاستراتيجية حنى يتم ترجمة ما قدم من رؤى وأفكار تنظيرية إلى حلول ومقترحات عملية محددة.