شعير يوقع في البلد " أعمال غير صالحة للنشر" الغلاف محيط - رهام محمود "الأعمال الصحفية غير الصالحة للنشر" هو عنوان الكتاب الذي ألفه الكاتب الصحفي المصري محمد شعير، ووقعه مؤخرا في مكتبة البلد، والذي يحوي مقالات كتبها وتم رفض نشرها من قبل. وسبق الحفل مناقشة دارت بين المؤلف والصحفية بجريدة الأهرام سارة رمضان . في البداية سألته سارة عن فكرة الكتاب ، وقال شعير أنه شعر على مدار سنوات طويلة بكم من الإحباطات المتواصلة بعد رفض نشر عدد من موضوعاته ، ففكر في تجميعها بكتاب ليشاركه القراء في أفكاره الحقيقية سواء ذات أهمية أم لا ، وخرج الكتاب وكأنه عدد من جريدة يحوي موضوعات صحفية ثقافية وسياسية وغيرها ، ثم ترك الحكم للقراء إن كانت تصلح للنشر فعلا أم لا . واعتبر شعير أن كثير من الموضوعات رفضت لأسباب شخصية غير موضوعية ، ومنها أن يقول "الديسك مان" أو (الصحفي المُختص بالمراجعة التحريرية لعمل زملائه من الصحفيين في أي قسم من أقسام الجريدة.) أن المادة عادية ولا تحمل جديد ، أو أن يضطره للتقيد بأسلوب الكتابة التي يهواها ونوعية الموضوعات ويرفض قبول ما سوى ذلك . وأكد أن الموضوعات التي رفضت له لم تكن تتعدى ما يعرف ب "الخطوط الحمراء " في الصحافة فالجميع يعرفها ولا يتعداها ، ودعا لأن يترك للصحفي الحرية في كتابة نصه . جانب من مناقشة الكتاب وسألته مديرة الندوة إذا كان يقصد أن "الديسك مان" بالصحيفة يتحكم في سياسة التحرير وتتغير تبعا له ، فرد شعير بأن سياسة التحرير نفسها موضع اختلاف ولا توجد مباديء عامة تطبقها كل الصحف ؛ فمثلا الصحف القومية تدافع عن النظام والمستقلة لا تهاجم رجل الأعمال الذي يملكها ولا أصدقائه . واعترف مؤلف الكتاب بأن القاريء سيجد موضوعات عادية أو أخبار ضمن نصوصه وليست انفرادات . وأعلن أنه بعد إصدار هذا الكتاب طلب منه كتابة موضوع عن "هدى عبد المنعم" سيدة الأعمال التي هربت من مصر ثم عادت لها، ويجعل القراء يلاحظون الفارق بين مادته ومادة الصحيفة المعدلة ونتيجتها لصالحه برأيه، وكانت المقدمة التي كتبها هي: " هدى عبد المنعم متى تفتح بئر الأسرار هي مخزن للأسرار يوما ما قد يفتح. وهي بئر من المفاجآت التي قد تتفجر. هي هدى عبد المنعم. عصر الألغاز على مدى أكثر من 22 عاما. لماذا هربت؟ وكيف خرجت؟ لماذا عادت؟ وكيف رجعت؟ تساؤلات وتساؤلات عديدة حاولنا البحث عن إجابة لها لدى المقربين من هدى، على الرغم من أن الإجابات الطبيعية على تلك التساؤلات لا يملكها سوى شخص واحد ، هدى نفسها " . أما ما نشر بعد مرور الموضوع على المراجع الصحفي فهو: " هدى عبد المنعم بين ظلام السجن وأحلام المستقبل عودة هدى عبد المنعم ما كانت متوقعة من أقاربها وأصدقائها، ولماذا عادت بهذه السهولة رغم مطاردتها منذ 22 عاما؟، وهل كانت تتوقع القبض عليها وحبسها؟، وماذا سوف تفعل لو تم الإفراج عنها؟، كل هذه الأسئلة يحاول المقربون منها الإجابة عنها أو محاولة توضيحها للرأي العام" . ثم علق شعير بقوله أنه شغل مهمة المراجع الصحفي قبل سنوات ، وأنه له خبرة استمرت 15 عاما في الكتابة الصحفية ، ولم يكن مسموحا له التعبير بحرية سوى في هذا الكتاب ! او عدد الجريدة كما يسميه على نفقته الخاصة ، وفيها رئيس التحرير ومدير التحرير والمراجع والكاتب هم شخص واحد هو المؤلف . عمل محمد شعير في عدد من المجلات الأسبوعية والقومية بعد تخرجه من كلية الإعلام ، وبعدها ظهرت الصحف المستقلة فجرب العمل معها ليجد متنفسا لقلمه ، ولكنه اصطدم دائما بالسياسة التحريرية. وكان يعلم أنه لا يستطيع أن يعطي المادة المرفوضة غالبا لجريدة أخرى لأنه سيضطر لإعادة صوغها من جديد لتعبر عن شخصية الجريدة الجديدة . سألته سارة عن مصطلحين وردا في كتابه وهما " حرية الصحافة " و"الحيادية" وهما برأيه يحتاجان لوقفة ، فحرية الصحافة غير موجودة ولكن حرية إظهار حالة الصحفي فحسب وليس الكتابة الصحفية ، أما الحيادية فيرى أن الإصرار عليها لا يجدي لأن العمل الصحفي لا يمكن أن يكون محايدا برأيه فاللغة المستخدمة لا يمكن أن تكون بريئة ولا تحمل دلالات بعينها نابعة من الكاتب واتجاهه !