صدر حديثا عن الدّار المصرية اللبنانية كتاب "العلاقات العامة الدولية والاتصال بين الثقافات" للدكتور راسم محمد الجمال. ووفقا لصحيفة "الراي" الكويتية يقع الكتاب في تسعة فصول، يتناول الأول منها العلاقات العامة الدولية في سياق العولمة من خلال أربعة موضوعات فرعية تبدأ باستعراض العلاقات العامة الدولية قبل عصر العولمة، ثم تحليل العوامل الاقتصادية والتكنولوجية والدولية التي زادت من أهميتها بعد ذلك، ثم وضعيتها في عصر العولمة، وأخيرًا عرض لتعريفاتها. ونظرًا لأهمية بيئة الاتصال الذي تمارس فيه العلاقات العامة الدولية، الذي يتسم بالجدلية، فقد جاء الفصل الثاني ليعالج هذه القضية باستعراض الرؤى الايجابية والسلبية التي تتناول هذا الواقع، متبعًا ذلك بعرض رؤية نقدية لهذا الواقع، وذلك ليبيّن الاتهامات المثارة حول اساءة استخدام العلاقات العامة في البيئات الدولية والمحلية حيث توجد في التراث العلمي لادارة الأعمال أمثلة كثيرة لنماذج خادعة وماكرة تستخدمها المنظمات متعددة الجنسية للاحتفاظ بقوتها وسيطرتها على فروعها في الدول الأخرى. ويشرح الفصل الثالث نظرية المبادئ العامة والتطبيقات الخاصة، وهي النظرية المعيارية المطروحة الآن للعلاقات العامة الدولية، التي يجرى اختبارها في عدد كبير من الدول، وهي نظرية تصف الطريقة التي يجب أن تمارس بها العلاقات العامة على المستوى الدولي، أو الطريقة التي يجب أن تؤدى بها بعض أنشطتها،وهذه النظرية بالتحديد لم يتم تطبيقها أو اختبارها في الدول العربية، ليعرض لنا المؤلف بعد ذلك الانتقادات الموجهة الى هذه النظرية. الفصل الرابع يشرح فيه المؤلف التغيرات البيئية التي تؤثر على ممارسة العلاقات العامة الدولية في مختلف الدول من حيث البنية الأساسية للدول المستهدفة بالعلاقات العامة، ونظامها السياسي، ونموها الاقتصادي والقانوني والجماعات والحركات النشطة فيها، والأخيرة هذه هي المجال الأهم والأكثر استجابة في الدول النامية لانشاء علاقات شراكة مع منظمات عالمية سلعية أو فكرية، وتعتبر هذه الجماعات والحركات النشطة مع العاملين في حقلي الاعلام والثقافة، أكثر الفئات طموحا للتعامل مع منظمات دولية حسب النظام العام في بلدهم. ويتناول الفصل الخامس العلاقات العامة الحكومية الدولية التي تمارسها الحكومات مع جماهير الدول الأخرى، التي تعرف بالديبلوماسية العامة، ويبدأ الفصل بشرح مفهوم الديبلوماسية العامة وتعريفاتها، ويدرس بعد ذلك الصور الذهنية كمتغير في العلاقات الدولية، ويركز بالذات على الديبلوماسية العامة الأميركية الموجهة الى الجماهير العربية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر العام 2001، واعلان الحرب على ما سمته الادارة الأميركية بالارهاب، ويغوص هذا الفصل كثيرا في استراتيجيات الولاياتالمتحدة وتغيراتها. وترتبط الفصول السادس والسابع والثامن ببعضها البعض... فهي تتناول الاتصال في العلاقات العامة الدولية، ليختم المؤلف رحلته بالفصل التاسع... الذي يناقش مدى فاعلية العلاقات العامة الدولية، في تحقيق أهدافها والتأثير على الجماهير التي تتجه اليها وأخلاقيات ممارستها