يتحدث كتاب "السلام المعلق على مفترق الطرق: مقاربات في الصراع والتنمية والأزمة الفلسطينية" الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر تأليف أحمد قريع حول العقبات التي طالما وضعتها إسرائيل وتضعها يومياً في طريق إنجازه وجعله فعلاً متحققاً على الأرض، وحول الانتهاكات اليومية التي تمارسها لتختلق العثرات أمام هذه المسيرة. يقول المؤلف كما نقلت عنه صحيفة "الوطن" السعودية: نحن نقف الآن على تخوم فرصة سانحة لانتشال المنطقة وشعوبها من مغبة السقوط في ويلات حرب لسنا قادرين على التكهن بعنفها ومداها الزمني، ولكننا نوقن أنها ستكون حرباً طاحنة لن ينجو من ويلاتها أحد، وأنها ستكون حرباً دامية مدمرة لا تبقي ولا تذر. ويضيف: إن الزج بكل إمكانياتنا، مجدداً لخوض معركة التفاوض، تقتضي منا إعادة قراءة تجاربنا الذاتية سواء في مجال بناء مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، أو مختلف التجارب الأخرى السياسية والاقتصادية والتنموية والتعليمية والثقافية، وتقويم تجربتنا التنظيمية وقدرتنا على مواجهة الإجراءات والممارسات الإسرائيلية، وهي جميعها من الأمور التي تتطرق إليها مادة هذا الكتاب. وكان لابد لنا، من امتلاك كبير من الشجاعة والمفاتحة والشفافية لممارسة النقد الذاتي بعد إخفاق حركتنا الفلسطينية الرائدة.. حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الانتخابات التشريعية الأخيرة (2006)، فرغم اعترافنا بالنتيجة المؤلمة التي أفرزتها العملية الديموقراطية وصناديق الاقتراع، وخوض المعركة السياسية لاستعادة حركة فتح زمام الأمور، ولدورها التاريخي المجيد، إلا أن الأمور انتهت بخروج حركة "حماس" عن الشرعية، شاهرة سلاحها في خطوة عسكرية انقلابية خطيرة، غير قانونية أو دستورية وغير أخلاقية، وبعيدة عن التقاليد الديموقراطية الفلسطينية، الأمر الذي أفضى بها إلى عزلة قادت نفسها إليها، ولن تخرج منها دون ممارسة ثقافة الاعتراف والاعتذار واتخاذ خطوات تراجعية عما قامت به في غزو، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل يونيو الأسود 2007. ويضيف المؤلف: لقد أفردنا قسماً من هذا الكتاب لممارسة النقد والنقد الذاتي، ومساءلة أنفسنا حول الذي حدث، وأبعاده، ولماذا حدث، وكيف حدث، وأين مكان التقصير في سياساتنا وبنيتنا التنظيمية وعلاقاتنا مع جماهيرنا، مؤكدين على ضرورة البحث عن أفضل السبل لتجاوز الأزمة. فلا شك في أننا نحن الذين نملك التفويض الجماهيري الواسع للمصادقة على الاتفاقيات القادمة التي تضمن لشعبنا حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حقه في العودة وفق قرارات الشرعية الدولية، وحقه في إقامة دولته الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حقه في العودة وفق قرارات الشرعية الدولية، وحقه في إقامة دولته الوطنية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. فلا سلام يتحقق دون الحركة الأم التي تشكل الوتد الأساسي لأي بنيان فلسطيني عظيم ومتماسك، قادر على مواجهة عواصف الحرب وعواصف السلام.