الرياض: طرح الكاتب فيصل العتيبي كتابا بعنوان "حقيقة بنات الرياض" ردا علي الرواية الشهيرة "بنات الرياض" للكاتبة رجاء الصانع، ويرى بعض النقاد أن الكتاب بمثابة محاكمة رواية "بنات الرياض"، من وجهة نظر معينة، تجاهلت ما للرواية والتخيل الأدبي من شروط، ينبغي مراعاتها عند نقد عمل أدبي ما. واستعرض المؤلف، وفقا لصحيفة "الحياة" اللندنية، في كتابه شروط الرواية ومنها أنه يجب ألا تكون لغرض التسلية وتزجية الوقت، وألا تميل إلى التهويل في أحداثها وجعل أبطالها مخلوقات فوق العادة. وأيضاً ألا تروج الرواية ما يثير الغرائز والشهوات للقراء، أو تمتلئ بطلاسم وألغاز لا قيمة لها، وألا يحاول الكاتب إقناع قرائه بتوجهاته وأفكاره. ثم يدخل في موضوعه، فيرى أن الرواية تروج للعلاقات العاطفية المشبوهة وغير الشرعية، وأن المؤلفة جعلت أبطالها يعلنون اعتراضاتهم على نظرة وقيم المجتمع للحب والاختلاط، وأنها تعمد إلى نشر الرذيلة والسخرية من الحجاب والدعوة المضللة إلى التغيير، حين بثت الرسائل التي تدعو إلى الانحراف من خلال المعاكسات في الأسواق. مشيراً إلى أن مفهوم الرواية ترويجي للفكر الغربي، الذي ينادي بالتغيير والانقلاب على القيم والأخلاق التي يدعو إليها الدين الإسلامي. ويلفت إلى أن القارئ لا يخرج بنتائج إيجابية، سوى أنها رواية للتندر والتسلية على حساب الأسلوب واللغة والقيم, كما علق العتيبي على الأسلوب قائلاً إنه يرتكز على الإثارة في اختيار العبارات والمعاني المثيرة للشهوات، التي تستهوي المراهقين وبالتالي تجعلهم في حالة عدم السيطرة على غرائزهم. ويري الكتاب أن الفكرة التي تقوم عليها الرواية، هي رغبة الكاتبة وبطلاتها بالتغيير والمتمثلة في المجتمع والدين والمرأة، متناولاً في كل منها مقارنات بين ما يتعلق بهذه الركائز ما بين الغرب والإسلام في رؤيتهما، ومستشهداً بنصوص من القرآن الكريم وشواهد السنة في تثبيت أفكاره ورؤيته الانتقادية، وعرض في النهاية علاقة الرواية ببعض الأفكار الهدامة، من وجهة نظره، مثل الحداثة والليبرالية خاتماً بالأسباب التي تجعل الناس يعيشون غربة عن حقيقة دينهم، والتي من أهمها الجهل بالدين وتعاليمه وأوامره ونواهيه.