لندن: وقع الكاتب مكاوي سعيد خلال مشاركته في معرض لندن للكتاب علي عقد مع دار الآداب اللبنانية بمناسبة صدور طبعة جديدة من روايته "تغريدة البجعة" عن الدار التي قدمت أهم الروايات العربية خلال نصف قرن وقالت الناشرة رنا إدريس ، وفق ما ذكرت صحيفة "البديل" المصرية ، أن الطبعة الجديدة من رواية مكاوي ستصدر خلال هذا الأسبوع. والمعروف أن رواية مكاوي سعيد "تغريدة البجعة" صدرت لها خمس طبعات مصرية في أقل من عام كما رشحت ضمن روايات عربية أخري لنيل جائزة "البوكر" العربي قبل أن تذهب إلي الكاتب الكبير بهاء طاهر عن روايته "واحة الغروب" ، وكان مكاوي سعيد قد شارك خلال وجوده في لندن بدعوة من المجلس الثقافي البريطاني في ندوة مع كتاب جائزة "البوكر" العربية أدارها الناقد الكبير د. فيصل دراج الذي وصف الرواية بمرثية مرة لمدينة القاهرة ويسارها السبعيني في أغنيته الأخيرة. تتناول رواية "تغريدة البجعة" مجتمع وسط البلد القاهري بمميزاته الفريدة التي تصهر كل من فيه في قالب واحد له سماته العامة. تغوص الرواية ، وفق الناقدة انتصار عبدالمنعم ، في مشاكل الوطن فتشعر بالنار تحرق جسدك المحاصر في مسرح بني سويف وترى نفسك في واحد من تلك الصناديق الخشبية وقد تيبس جسدك، وتشعر أنك سجين وتلهبك سياط سجانك في أبي غريب وتلفحك شمس جوانتنامو. وتمشي مع المتظاهرين تسب وتلعن أمريكا، وتجد نفسك محاصراً في جنوب لبنان وتحت القصف في غزة. بالإضافة إلي ذلك ترصد الرواية ظاهرة تسطيح الفكر الديني ليركز على تدين المظهر الذي امتد لتغيير أسماء الشوارع، فشارع خوفو أصبح أسمه خاتم المرسلين والعمل في مؤسسات المجتمع لا يجوز لأنه مجتمع جاهلية وظهور صرعة الفتاوى الغريبة من رجال الدين نجوم الفضائيات وتواري أصوات عبد الباسط ومحمد رفعت وظهور أصوات لا يميزها شيء غير أنها مستوردة . يمثل المقهى - وفق يسري عبد الله بجريدة "الحياة" اللندنية - البؤرة المركزية التي تتفرع منها الحكايات والأماكن .. أمكنة متعددة وثقافات مختلفة لنصبح أمام وعي يتجاوز الواقع المحلي ليرصد واقعاً أشمل، وأشد شراسة في الآن نفسه، واقع تشكله آليات السوق الراهنة، والرأسمالية الغازية.