القاهرة: أقيمت ضمن معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة لمناقشة كتاب "سور الصين الحزين"، للأديبة والشاعرة العراقية سارة طالب السهيل. شارك في الندوة السفير سعيد كمال الأمين العام المساعد السابق لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين، والسفير جعفر محمد سفير جزر القمر في مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، والمفكر المصري محمود أمين العالم، ومندوب عن سفير دولة الصين في مصر، والدكتور يسري العزب أستاذ أدب الأطفال والفنان أحمد الجنايني، وعدد من الشعراء والإعلاميين، ولفيف من رواد معرض القاهرة للكتاب. تحدثت سارة - وفق جريدة "اليوم" السعودية - عن تجربتها في الصين والإرهاصات الأولى لولادة قصتها "سور الصين الحزين" وما تضمنته من دعوة للقارئ بضرورة التمسك بالقيم والعادات والتقاليد، والمحافظة على التراث باعتبارها اهم الدروس المستفادة من القصة. موضحة درجة التشابه بين جذور وعراقة سور الصين العظيم وبين حضارة البابليين والاشوريين في العراق القديم، مما يعني وجود تشابه كبير بين كل من الصين وحضارات عربية مثل بلاد الرافدين وبلاد نهر النيل، في حين انتقدت محاولات البعض تقليد الامريكيين رغم انهم اصحاب حداثة وليسوا اصحاب حضارة ، لافتة إلى أن أوجه التشابه تتعدد بين الحضارة الصينية والحضارة العربية من حيث التمسك بالعادات والتقاليد. وأوضحت الأديبة العراقية سارة السهيل أن قصة السور الحزين تروي معاناة المرأة التي تواجه مصاعب الحياة في غياب الزوج فتضطر للقيام بدور الأب والأم، محاولة ابراز الدور الحيوي والفاعل للعامل البسيط في بناء الحضارات، مشددة على أهمية أن تضيف الأجيال الجديدة لبنة إضافية إلى صرح الأجداد والآباء ولا يكتفون بالتغني بأمجاد الأولين فحسب. وأعربت الأديبة العراقية عن أمنياتها في أن يسود الحب ويعم الأمن والسلام بلاد العالم، مؤكدة أهمية التواصل الحضاري والفكري بين الدول والدعوة للحوار الحضاري بعيدا عن الترويج لفكرة التصادم الحضاري، داعية الدول العربية إلى مد جسور التواصل مع الصين باعتبارها التنين القادم لمكانتها الاقتصادية الهائلة. وأكد الفنان أحمد الجنايني أن قصة "السور الحزين" تستجمع المشاعر الانسانية التي تبرز قيم الوفاء الإنساني، موضحا أنها نتاج رحلة صينية عايشتها الكاتبة لواحد من عجائب الدنيا السبع، مشيرا إلى أن تقديم العمل بلغتين عربية وصينية كانت له نتائج ايجابية كثيرة. وأكد الدكتور يسري عزب استفادته من قراءة القصة وربط بينها وقصة بناء الاهرام وحدائق بابل المعلقة ودور العامل البسيط في وادي النيل وبلاد الرافدين، في حين أعرب عن إدانته لما تتعرض له حضارة بابل التي شهدت هزيمة بني اسرائيل. وأضاف: ما يغلب على الرواية اسلوب الحكايات الشعبية وهو اسلوب سهل يتدفق كالنهر، وهي حكايات بسيطة ذات معان ودلائل عديدة كالموروثات الشعبية كألف ليلة وليلة وحسن ونعيمة وأدهم الشرقاوي، موضحا أن البعد السياسي القائم في الرواية يتضح بشكل كبير، وقد تسرب من خلال محاولة التشديد على رفع راية أولئك الذين اسسوا الحضارات، ولم تنس التأكيد على ضرورة أن تكون هناك استراتيجية واضحة من أجل الاستفادة من تجربة الصين. ربط السفير سعيد كمال - وفقا لنفس المصدر - بين قصة سور الصين العظيم وسور العنصرية، مشيرا الى ان الأول يرمز إلى أن هناك حضارة فيما يرمز الثاني إلى أن هناك استعمار، موضحا أنه من السخرية أن يأتي الرئيس بوش بعد 7 سنوات من حكمه للولايات المتحدةالأمريكية ليعترف خلال زيارته للمنطقة منتصف يناير الماضي 2008 أمام أجهزة الإعلام بمنتجع شرم الشيخ بأن مصر صاحبة حضارة قديمة ولابد أن يكون ذلك الأساس في القيام بدور ملموس بالمنطقة وكأن الحضارة المصرية كانت من اجل الاعتراف بها بحاجة إلى صك من الرئيس بوش. و دعا كمال الأديبة العراقية سارة الى البحث عمن وراء السور القهري من اطفال تهدر حقوقهم الإنسانية.