الإسكندرية: حل الروائي والمخرج المسرحي العراقي د. عبدالإله عبدالقادر المدير التنفيذي لمؤسسة سلطان العويس ضيفاً على مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، وذلك في ندوة حضرها عدد من الكتاب والمبدعين المصريين والعرب، وأدارها الكاتب والناقد منير عتيبة. وبحسب صحيفة "القبس" الكويتية تناول د.عبدالقادر خلال محاضرته الأدب العراقي ومسيرته الإبداعية، مشيراً إلى احتضان حضارة بلاد الرافدين لعدة حضارات أخرى متنوعة، وقال أن العراق على مدار التاريخ تعرض لحوالي 44 احتلالا عسكريا، بينما بدأت الهجرة الجماعية لشعبه بعد الغزو الأمريكي عام 2003، حيث اضطر العراقيون لترك بلادهم، مما تسبب في سرقة مؤسساته الثقافة وتدمير المخطوطات والمعابد ونهب المتاحف وحرقها، وهي خطة مدروسة لتدمير الثقافة العراقية. وشدد د. عبدالقادر على أن الخطورة لا تكمن في احتلال الأرض التي تعود لأصحابها مهما طال الزمن، ولكن الخطورة الحقيقية تتمثل في استهداف الثقافة التي تمثل هوية الإنسان، موضحاً أن الحروب التي عانى منها العراق انعكست على حياة أدبائه وكتابه حيث جعلتهم شتاتا ومتفرقين أنحاء كثيرة، مما أوجد صعوبة في جمع النتاج الإبداعي العراقي الشعري والمسرحي والروائي. وحول تقسيمات المشهد الإبداعي العراقي قال المحاضر أن الأدب العراقي بدأ الاهتمام بالقصة والرواية مع بداية القرن العشرين، وذلك بالتعرف على الأدب العالمي، وظهرت الترجمات العربية للروايات والقصص الأجنبية، لافتاً إلى أن الأديب عبدالحق فاضل كان أول من قدم مبادرة كتابة قصة عراقية في مجموعته "مجنونتان" الصادرة عام 1939. وظلت الساحة الأدبية حتى عام 1948 لا تنشر إلا قصصا قصيرة إلى أن نشر ذو النون أيوب روايته الأولى "الدكتور إبراهيم"، والثانية "السيد والأرض والماء"، وشهدت فترة الخمسينات تطور أدب القصة والرواية بشكل كبير، وشهدت فترة الستينات تأثرا كبيرا بالروائيين الغربيين، كما تحول كتّاب القصة إلى روائيين. أما فترة السبعينات بحسب عبدالقادر فقد شهدت تطورا أدبيا كبيرا بقيادة عبدالرحمن الربيعي، وموفق خضر، وفاضل عزاوي، وبرهان الخطيب، وغائب طعمة. ووصف فترة الثمانينات بأنها مثلت بوادر الكارثة الجماعية للأدب العراقي؛ حيث دخل العراق في حروب لم تنته حتى الآن، وبدأت مرحلة التخريب والتدمير لكل الفنون، وساعدت الدولة على إفساد الدور الفكري والأدبي بتكريسها كل الوسائل للحرب، حيث خصصت الجوائز المادية الكبيرة لأدب الحرب؛ وإعلاء كل الفنون الأدبية المتعلقة بالحرب رغم رداءتها وعدم إتقانها.