صدرت مؤخرا عن مكتبة الأسرة بالهيئة المصرية العامة للكتاب المجموعة القصصية "خيط العنكبوت" لنخبة من أدباء اليابان المعاصرين، والترجمة إلى العربية أنجزها اثنان، أحدهما مصريّ هو سمير عبد الحميد إبراهيم، وهو مؤلف ومترجم عن وإلى اليابانية وله العديد من الترجمات منها: "يابانيٌّ في مكة" لسوزوكي تاكيشي، بالاشتراك، "الخطاب الديني في الفكر الياباني"، "اتجاهات الثقافة العربية الإسلامية في اليابان بين الماضي والحاضر". وأما المترجمة اليابانية فهي سارة تاكاهاشي، وهي دارسة في جامعة الأزهر بالقاهرة، وفي المعهد العربي بطوكيو ولها كثير من الإصدارات باليابانية منها: "الرحلة اليابانية"، و"عشر سنوات في الرياض"، "الرحلات اليابانية إلى المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبد العزيز"، "الرحلة إلى الحج في الأدب الياباني" وغيرها. تقول المقدمة أن القاصين نخبة من أشهر أدباء اليابان في فن الرواية والقص. وهم: أتودا تاكاشي، روائي معاصر مشهور وتضمنت المجموعة سبعَ قصص له من أصل اثنتي عشرة قصة هم: "إشارة الخطر- النصف الحلو- القميص المنحوس- حواء من الأعماق- كلمات مُقْنعة- الجانب الآخر- في سبيل الصف الأول الابتدائي". توضح الأديبة المصرية فاطمة ناعوت بمقالتها أن سرديته تعتمد الحكايةَ التي تنتهي بمفارقة كوميدية غالبا، قد تقترب من "النكتة"، حتى وإن حملت مرارة ما. وتضمنت المجموعة كذلك قصتين للقاص أكوتاجاوا ريونوسكيه الذي مات منتحرا، هما "بيت العنكبوت"، "الأنف". أما موري يوكو، التي ماتت قبل عشر سنوات إثر مرض السرطان، فقُدّمت لها في هذه المجموعة قصة واحدة، هي " فندق بينينسولا". في قصة الأنف نجد راهبا حمل أنفا لا شبيه له في الكبر حتى إنه كان يرفعه بعصا أثناء تناوله الأرز حتى لا يتدلى في الصحن، ثم ينجح أحد تلامذته في اجتزاز جزء منه ليصير قصيرا معقوفا، سوى أنه بدأ يلاحظ سخرية الناس والطلاب بعد ذلك فاندهش وحزن. إلى أن تمنى أن يستطيل أنفه مجددا وهذا ما كان. قدمت الأديبة موكودا كونيكو قصتين هما "الطريق المنحدر"، "كلب البحر"، تروي في القصة الأولى حكاية امرأة لا تفاعلية تطيع أوامر عشيقها الكهل دون أدنى تفكير. لم تكن أكثر من فطيرة من الأرز الأبيض، بتعبير العشيق، وفي القصة الأخرى "كلب البحر"، نجد المرأة النقيض التي غيّبت زوجها تحت قمعها، ليس عن امتيازات فكرية أو ثقافية تمتلكها، لكن نتيجة حِيَل وذهنية وسيكولوجية لدى الزوجة. شبهها زوجها بكلب البحر الذي يقفز أمام الجمهور بخبث حتى ينال فتات الطعام منهم بالحيلة والمكر وحدهما، لا بالاستحقاق.