صدر مؤخرا كتاب "متاهة التعصب والتآمر والإرهاب" لمؤلفه أد حسين "الإسلاموي"، حاملا عنوانا فرعيا "لماذا أنا ارتبطت بالإسلام المتطرف في بريطانيا، ماذا رأيت ولماذا تركته؟". الكتاب ، وفق أمير طاهري ب"الشرق الأوسط" ، سيرة ذاتية تروي الكيفية التي انجذب فيها إلى الأفكار الإسلاموية المتطرفة في سن السادسة عشرة وكيف أمضى خمس سنوات من حياته في متاهة التعصب والتآمر والإرهاب. فخلال الستة أشهر الأخيرة اعتقل ما يزيد عن 300 مسلم في خمس دول أوروبية ووجِّهت لهم اتهامات بالتورط في الإرهاب ، وأغلب هؤلاء من الشباب، وغالبا ما تتراوح أعمارهم ما بين 16 و30 سنة ، ومعظمهم ولد في أوروبا ويحمل جنسية من بلد أوروبي خططوا للقيام بعملية إرهابية ضده ، وتزعم دوائر الاستخبارات الأوروبية أن عددا كبيرا من الشباب المسلمين قد بدأوا أواصرهم بالشبكات الإرهابية ، ففي بريطانيا لوحدها يبلغ عدد الشباب المسلمين المشتبه فيهم حوالي 4 آلاف شخص. ماذا يحدث؟ لماذا ينجذب الشبان المسلمون الأوروبيون إلى الإرهاب؟ وماذا يجب أن تفعله أوروبا لدمجهم في ثقافتها التعددية؟ هذا ما يجيب عنه الكتاب . ووفقا لما جاء بجريدة "الشرق الاوسط" يظهر المؤلف الذي هو من أصل بنغالي كيف أن الإسلام يستخدم على يد بعض البريطانيين من خلفية آسيوية الذين يواجهون الخوف من العنصرية بسبب لون بشرتهم يصبح الإسلام آصرة خفية تربطهم بعضهم بعضا، إنه بفضل تلك الخلفية أصبح هناك سوء، فأخذ البريطاني يتكلم عن "المسلمين والبيض" وكأن الإسلام شكل من الهوية العرقية. يظهر حسين كم كان هو وزملاؤه من المتطرفين الإسلامويين جاهلين بالإسلام كدين، ولانهم لا يعرفون لا العربية ولا الفارسية، اللغتين الأساسيتين للحضارة الإسلامية فإنهم كانوا مقطوعين عن الكثير من الأدب الخاص بالفكر والفلسفة والتاريخ والفقه الإسلامية. يقول أمير طاهري: "لم يتخذ حسين القرار الحاسم كي يحرر نفسه تماما: وهذا يعني أنه كان يفكر بنفسه بدلا من الاعتماد على هذا التأويل أو ذاك، وهو يتعب نفسه بالاقتباسات التي تعتبر ان قتل الناس الأبرياء بغض النظر عن الدافع هو جريمة بشعة؟ ألا يمكننا الوصول إلى ذلك الاستنتاج عن طريق استخدام منطقنا أو ببساطة التذكر بأن القتل هو جريمة في القانون البريطاني؟ الجواب في حالة حسين هو النفي، وهذا هو السبب الذي جعله يتخلى عن الإسلاموية المتطرفة". ووفق "الشرق الأوسط" يعترف حسين بانه كان يعرف بعض القضايا السياسية مثل فلسطين والحرب في العراق وكشمير، لكن معرفته بالإسلام كدين ليست متقدمة كثيرا. فعلى سبيل المثال، يزعم أن مولد النبي هو "مناسبة أساسية في تقويم الثقافة الإسلامية عبر كل العالم الإسلامي " مما يشير إلى وجود ثقافة عبادة الشخص التي ليس لها أي وجود في الإسلام. المسلمون يحترمون ويكرمون النبي لكنهم لا يعبدونه ، ويوم مولده ليس كريسمس إسلاميا.