«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"طفولة خير الأنام" يفوز بجائزة سوزان مبارك
نشر في محيط يوم 07 - 07 - 2007


كتاب يفوز بجائزة سوزان مبارك لأدب الطفل

سنوات طفولة وصبا إنسان حمل رسالة ربه للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم ، كانت محور اهتمام الكاتب عبد التواب يوسف في إصداره الجديد عن الدار المصرية اللبنانية والحاصل على جائزة سوزان مبارك لأدب الطفل لعام 2005-2006، وهو واحد من أشهر كتاب الطفل في العالم العربي وقدم الرسوم صلاح بيصار ، وقد ترجم الكتاب للإنجليزية ، وتفاوض دار نشر أمريكية لشراء حقوق الملكية الفكرية لطبعه في أمريكا .
قراءة: صفية حمدي
في كتابه " طفولة النبي صلى الله عليه وسلم – للأطفال" لا يتعرض الكاتب بالأساس للإعجازات المصاحبة لمحمد صلى الله عليه وسلم الطفل بل الجوانب الإنسانية في تلك المرحلة، وإهداء الكتاب كان " لمكة المكرمة: حيث الكعبة المشرفة , فيها ولد صلى الله عله وسلم , ونزل عليه الوحي من السماء , وإلى المدينة المنورة حيث الحرم النبوي حيث هاجر عليه الصلاة والسلام وحيث رفع إلى الرفيق الأعلى ".
تسرد فصول الكتاب حكاية طفل صادق أمين أصبح رسول رب العالمين، منذ الأحداث التي سبقت مولده الشريف، كحفر بئر زمزم ومحاولة أبرهة الحبشي هدم الكعبة الشريفة إلى أن يقف بنا على عتبات شبابه عليه الصلاة والسلام، وما ورد في أثناء ذلك من موت أمه، وجده ورعاية عمه أبو طالب له وقصة لقائه، عليه الصلاة والسلام ب بحيرى الراهب وحلف الفضول.
بئر زمزم ( الكنز)
يروي المؤلف هذه الأحداث عبر قصص متوالية يتذكرها الطفل الحارث وهو أمام والده عبد المطلب ينظر إليه والعرق يتصبب من جبينه ويحفر ليل نهار لمدة شهور, والحواران أحدهما يدور داخل ذاكرة الطفل وتارة يدور بينه وبين والده حيث الأب يحفر ويطلب من ولده أن يساعده في ذلك بحثا عن الكنز والحارث يفرح ويحفر ولكنه حينما يشعر بالتعب واليأس تحت أشعة الشمس المحرقة والجوع والعطش , يقف وينظر إلى والده فيتذكر ما حكاه له عن قصة سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل وكيف أطاع والده في كل شئ حتى التضحية بحياته .

ولا ينسى ما قام به أيضا حينما أمر الله سيدنا إبراهيم ببناء الكعبة , وبينما تتراجع أمام عينيه هذه القصص ينظر لأباه ويجده لازال يحمل الفأس والعرق يتصبب من جبينه فيحمل فأسه ويستكمل الحفر معه , وأهل مكة يمرون بهم ويضحكون والابن يسأل أباه مدى تأكده من وجود هذا الكنز , حتى تصادفه (الطفل) غزالة من الذهب ويجد أبوه واحدة أخرى ويجدا عدة دروع وسيوف ثمينة ولكن الأب أيضا يستكمل قائلا لابنه أن ما يبحثون عنه كنز أكبر بكثير
واستمر الحفر لأيام وشهور حتى وجد الحارث فأسه تضرب في أرض مبتلة ويهتف والده : ها قد ظهرت بشائر الكنز الحقيقي , إنها ماء بئر زمزم الذي تراكمت عليه الرمال سنوات وأغلقته , مسترجعا قصة سيدنا إبراهيم والسيدة هاجر وسيدنا إسماعيل في الصحراء .
ثم نستمع إلى حكاية كيف أن قريش وسائر أهل المدينة أتوا بعد علمهم بهذا النبأ يدعون أن البئر لهم , محاولين أن يضعوا أيديهم عليه ولكن عبد المطلب رفض ومقسما على ألا يكون إلا للحجاج , وانتبه حينها أنه يعيش في أرض لا سبيل للحياة عليها إلا لمن هو أقوى فدعا ربه قائلا :
اللهم ارزقني عشرة من الأولاد , يساندونني ويشدون من أزرى ولسوف أضحى بواحد منهم إذا رزقت بهم . وتزوج من فاطمة المخزومية وتنجب من البنات : صفية وبرة وعاتكة وأم حكيم أو (البيضاء) التي كانت توءم (عبد الله ) والد الرسول صلى الله عليه وسلم , وأميمة وأروى ، كما أنجبت له تسعة من البنين غير الحارث هم : الزبير وحجل (المغيرة) وضرار والمقوم وأبو لهب( عبد العزى) والعباس وقثم وأبو طالب وعبد الله .
أول غارة جوية في التاريخ
إلى هنا ينتهي المؤلف عند القصة الأولى ويبدأ الفصل الثاني بعنوان " أول غارة جوية في التاريخ " يحكى فيها عن الكعبة المشرفة والفيل الرهيب والطير الأبابيل , التي سردها عبد المطلب لولده الحارث قائلا له أن الحبشة عبرت البحر الأحمر واستولت على اليمن بعد انهيار سد مأرب , وقاد الأحباش قزم مشوه اسمه " أبرهة الأشرم " الذي قيل عنه قصة غريبة تروى : أنه كان قد قتل واحدا من قادة الحبشة وغضب النجاشي ملكها وأقسم أن يطأ تراب اليمن ويجز رأس " أبرهة " وإذا بأبرهة المحتال يبعث بحفنة من تراب اليمن في كيس ومعها شعر رأسه ويكتب للنجاشي قائلا :
هذا جراب من تراب اليمن لك أن تدوسه بقدميك وهذا شعري لتجزه بالمقص وبذلك تبر بقسمك !
ويضحك النجاشي ويستبقى أبرهة حاكما على اليمن . ويسمع القزم حكاية الكعبة المشرفة في مكة وكيف تفيد أهل مكة كثيرا بمن يتوافدون عليها ويقرر أن يقيم في اليمن قليسا " معبدا " فخما ويطالب أهل الجزيرة بأن يحجوا إليها بدلا عن الكعبة, ولم يحدث فاستشاط غضبا وأعلن أنه سيهدم الكعبة .
وزحف جيش أبرهة لهدم الكعبة وقاتل ذو نفر أبرهة ولكنه انتصر عليه وعلى نفيل بن حبيب , أما رجال الطائف فلم تحاربه وبعثت معه برجل اسمه أبورغال ليدلهم عل طريق مكة , وبينما هم في طريقهم –رجال أبرهة- استولوا على إبل وماشية بعض العرب التي كانت مع الرعاة وكان بينها مائتا بعير يملكها عبد المطلب والد الحارث وعبد الله . وكان عبد المطلب أبرز زعماء مكة فانتدبوه للقاء أبرهة , ومضى مع اليمنى مبعوث أبرهة يقول " والله ما نريد حربه , ومالنا بذلك طاقة ! هذا بيت الله وبيت إبراهيم خليله فإن يمنعه فهو بيته وحرمه وإن يخل بين العدو وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه ".
ويستكمل المؤلف ما يرويه قائلا : التقى عبد المطلب بمن أسرهم أبرهة وكان هناك ذو نفر الذي قال له " أنا أسير في يد ملك ينتظر أن يقتله لكن قائد الفيل الرهيب واسمه أنيس صديقي سأرسل إليه أوصيه بك ليستأذن لك في لقاء الملك لتكلمه " وفعلا قدم قائد الفيل عبد المطلب إلى أبرهة الحبشي الذي سأله عما يريده فأجاب عبد المطلب: أريد أن ترد لي إبلي , فقال أبرهة : تكلمني عن الإبل ولا تحدثني عن الكعبة التي جئت لهدمها.
فرد عبد المطلب " أنا صاحب الإبل , أما البيت فله رب يحميه!
ودهش أبرهة قائلا : ما أظن أحدا يقدر على أن يحميه منى !
وعاد عبد المطلب يدعو ربه أن ينقذ بيته الحرام وكعبته المشرفة , وزحف جيش أبرهة بينما تركت قريش وأهل مكة مدينتهم خوفا وهلعا ووقفوا منتظرين تقدم فيل أبرهة , يروى المؤلف كيف توقف الفيل عن السير وثبتت أقدامه , وأبرهة يصرخ فيه ومفاجأتهم بأن يروا السماء أظلمت فجأة واختفى النور من وراء طير عظيم يحمل في منقاره أحجارا صغيرة راحت تقذف بها جنود أبرهة ليخروا صرعى والأفيال تتهاوى والجمال تبرك في مكانها ولينتهى جيش أبرهة إلى أشلاء , ويشير المؤلف هنا قائلا :
" الروايات تحكى أن فيل أبرهة مات وأبرهة سار على قدميه مذهولا لما شاهده , وقد انجلت المعركة - كما تقول إحدى الروايات – عن قتل كل جيش أبرهة دون سواه ومضى إلى صنعاء بينما رافقه طائر محلقا فوق رأسه حتى وصل ليلقى النجاشي حتى وصل إليه يحكى ما حدث , واندهش النجاشي مما سمع متسائلا كيف حدث هذا حتى جاء الرد بأن أسقط الطائر الذي تتبع أبرهة حصاة فوق رأس أبرهة لينهار أمام عينيه . ينتهي يوسف عبد التواب المؤلف هنا قائلا " إن قصص الطير الأبابيل غاية في الطرافة ونحن نستمتع بقراءتها لكن بعض المؤرخين يؤكدون أن وباء الجدري هو الذي أباد أبرهة وكان ذلك وراء نجاة الكعبة!
مواقف في طفولة محمد
في الأربع فصول التالية يحكى المؤلف قصة فداء عبد الله والد الرسول صلى الله عليه وسلم حينما وقعت عليه القرعة بأن يكون هو من يضحى به والده تنفيذا للعهد الذي أخذه على نفسه حينما دعي الله أن يرزقه بعشرة من البنين , وحال بينه وبين أن ينفذ وعده أخوة عبد الله وأهل قريش وانتهوا بما أشارت لهم به العرافة وقربوا الإبل وضربوا عل الأقداح وظلت تأتى على عبد الله حتى وصل عددها إلى مائة وذبحوها كلها, ويتزوج عبد الله من آمنة بنت وهب في نفس الوقت الذي يتزوج فيه والده عبد المطلب من هالة بنت وهيب وكان قد بلغ السبعين من عمره .
ولم يبقى عبد الله مع آمنة كثيرا حيث غادر إلى غزة فى أرض فلسطين للتجارة ولم يعد ثانية مع القافلة لأنه مرض ومات , ووقع الخبر كالصاعقة على والده وزوجته التي كانت في أشهر الحمل ، وأنجبت خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم .
- يكتب المؤلف : "لو حاولنا تسجيل بيانات شهادة ميلاد خير الأنام عليه الصلاة والسلام تكون كالتالي:
- الاسم : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (ص)
- تاريخ الميلاد : الاثنين 20 من أغسطس سنة 570 (عام الفيل) , على الأرجح : الموافق الثاني من شهر ربيع الأول .
- الأب : عبد الله بن عبد المطلب.
- الأم : آمنة بنت وهب.
- الجد: عبد المطلب.
- مكان الميلاد : مكة – الحجاز – الجزيرة العربية" .
وأرضعت آمنة طفلها بضعة أيام ثم أرضعته ثويبة جارية عمه أبى لهب والذي أعتقها بسبب بشرى مولده , دون أن يدرى أن هذا الوليد سيكون ألد أعدائه وان السماء ستنزل فيه قول الله تعالى : ( تبت يدا أبى لهب وتب )......
وكان حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم وابن عبد المطلب من هالة بنت وهيب من اللذين أرضعتهم ثويبة من لبن ابنها مسروح وتوفيت ثويبة وابنها قبل فتح مكة . ثم أرضعته حليمة السعدية التي أخذته وهى تعلم أنه يتيم في الوقت الذي تبحث فيه الجواري عن الأثرياء , وكانت عادة العرب أن تحمل إحدى المرضعات القادمات من البادية الرضيع إلى الصحراء بعد أسبوع من مولده ويبقى إلى سن السادسة أو السابعة من عمره دون أن يعود إلى المدينة التي جاء منها , ليعيش طفولة خشنة وينعم بحياة الصحراء .
وقد أرضعته حليمة عامين ثم فطمته وخلال السنتين راح ينمو ويكبر ويسبق أقرانه ولعله نطق قبلهم , وتمكن من السير مبكرا , ووافقت أمه أن تتركه فترة أطول في البادية وفرحت حليمة حيث كان الرضيع فألا طيبا لها ولزوجها وأبنائها " عبد الله وأنيسة والشيماء " وعاش صلى الله عليه وسلم مع أخوته في الرضاعة وخرج معهم لرعى الغنم .
حاول المؤلف التأكيد على أن النبي صلى الله عليه وسلم في طفولته كان أيضا له حظ من اللهو اللعب مثل كل الأطفال , و كان يلعب في هدوء لعبا بريئا لا عنف فيه ولا قسوة , وبينما كان يلعب وكان قد مضى نحو ثلاث سنوات عاد محمد صلى الله عليه وسلم مع اخوته وكان على وجهة آثار التعب فنظر إليه الحارث طويلا ووضع يده عليه وقال : أخشى يا حليمة أن يكون هذا الغلام قد أصيب بشيء أعيديه إلى أهله ورديه على أمه لتعالجه .
تحت عنوان محمد (صل الله عليه وسلم ) في مدارس الحياة جاء الفصل الرابع من قصة طفولة النبي صلى الله عليه وسلم , يروى فيها ما حدث من اصطحاب السيدة آمنة لمحمد – صلى الله عليه وسلم - إلى يثرب لتزور أهل بيتها وقبر والده الذي لم يره , وبينما راحت انطلق محمد ( صلى الله عليه وسلم ) يلعب مع الأطفال لعبا بريئا هادئا ويصعد معهم فوق أسطح الدار ليطارد الطيور المغردة ويمسك بها دون أن يؤذيها , ويتعلم السباحة مع أصحابه رغم صغر سنه , ويبين المؤلف أنه صلى الله عليه وسلم عندما كبر كان ينصح بها كل الأطفال المسلمين !
وأثناء عودتهما وفى منتصف الطريق ماتت آمنة أم محمد صلى الله عليه وسلم بين مكة ويثرب ودفنت حيث ماتت وبجوارها ولدها وهو لازال ابن السادسة من عمره , ويصف المؤلف قسوة هذا الموقف على هذا الطفل الذي يلتفت إلى حاضنته قائلا : أنت أمي بعد أمي ...
وفى مدرسة جده عبد المطلب يبين المؤلف سبب عدم تعلم محمد صلى الله عليه وسلم القراءة والكتابة مشيرا لأنه لم يكن هناك مدرسة , ولم يأتوا له بمعلم مع أن جده نفسه يقرأ ويكتب ويسجل ديونه على تجار مكة , ولم يحاول أن يعلم محمدا أو يأتى له بمعلم لأن عبد المطلب لم يكن لديه من المال ما يمكنه من ذلك , ولم يعلمه هو لأنه قد أشرف على الثمانين من عمره وفقد نور عينيه , وما كان يمكنه عمله أن يصطحبه إلى الحرم معه حيث الكعبة المشرفة , وكان للجد فراشا يجلس عليه ولا يشاركه في ذلك أحد مهابة وتكريما له عدا شخص واحد فقط هو محمد صلى الله عليه وسلم .
وظل محمد مع جده يمسك بيده ويمضى معه إلى اللقاءات العامة والزيارات والاجتماعات والأسواق وهو لازال في سن السادسة يستمع لكلمات الكبار من عقلاء قريش , ويمرض الجد ويتوفى موصيا أبى طالب عم محمد صلى الله عليه وسلم أن يرعى محمدا كأحد أبنائه وبكل ما يملك . ويعمل محمد صلى الله عليه وسلم في الرعي حيث كان عمه أبو طالب قليل المال كثير العيال , وكان الرعي فرصة للانطلاق خارج مكة ليعايش الطبيعة وأمواج الرمال تمتد على مدى البصر , ومعه أصحابه , إذا ما ملوا يلعبوا ويتسابقون دون أن يستأثر أحدهم على آخر بما معه , وكثيرا ما يرعى أحدهم مهرا أو حصانا فكانت فرصة يتدرب فيها صلى الله عليه وسلم على ركوب الخيل ويسابق به الريح ويعود سالما , وصنعت منه حياة الرعي الكثير وجعلته سليم البدن قوى البنيان .
ويشير المؤلف لعطف الرسول صلى الله عليه وسلم على الحيوانات وكلمته " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ", وإلى ما كان يقضيه من وقت في التأمل في الكون والدنيا والتفكر عاملا فكره , حول الشمس والسماء والرياح والقمر والنجوم , من صنع هذا الوجود ؟ من خلقه ؟ قطرات المطر من أنزلها ؟ العشب من أنبته ؟ ويحاور رفاقه وعندما يعودون إلى مكة يأتون بها مادة لحديثهم عن القبائل وتاريخها وحروبها وقتالها , حتى كانت البادية للطفل ابن الثامنة مدرسة بلا جدران ودون معلمين .
بعض معتقدات الجاهلية

في الفصل الخامس انتقل المؤلف إلى مدرسة أبى طالب حيث كبر محمد صل الله عليه وسلم وصار نبيا رسولا تساءل : عن كيفية أن تكون أصنام لا تنفع ولا تضر هي التي خلقت الكون والحياة ؟ ولماذا يصنع الناس بعضهم الخير وآخرون يرتكبون الشر ؟ ولماذا لا يتعاونون عل البر والتقوى , وعن نفسه : لماذا لا يحب الكذب ولا الخيانة ويحب الصدق والأمانة ؟ وسماه الناس الصادق الأمين , وصار عنده التفكير عادة وعبادة ينسيه موعد الطعام .
لنقف أمام طفل قوى الجسم والشخصية والخلق والتربية , متواضع , نظيف يؤدى عمله بأمانة ويتعامل مع الناس في أدب وحكمة , لا يشكو منه أحد , في وقت سادت فيه الجاهلية والمشاحنات وتنشب الحروب لأقل الأسباب . لا يقترب من الأصنام ولا يحبها وقال صلى الله عليه وسلم حينما كبر- كما بين المؤلف - " أنه كلما دنا من صنم واقترب منه تمثل له رجل أبيض يصيح به : وراءك يا محمد لا تمسه !
يصحبه عمه مثلما كان مع جده , وسافر معه محمد صلى الله عليه وسلم في رحلته إلى الشام وهو ابن اثنا عشر عاما ويمر بيثرب وفلسطين والشام ومدين وواد القرى وديار ثمود يسمع ويسمع وتزداد خبراته ، وأثناءها يسرد المؤلف قصة الراهب الذي تنبأ بأن محمد صلى الله عليه وسلم سيكون له شأن كبير , وأنهم قد رأوا ذلك في كتبهم , وأن ابن أخيه سيكون نبي يوحي إليه من السماء, طالبا منه أن يعود به إلى بلده لأن اليهود إن رأوه وعرفوه سيقتلونه , وكان ذلك بينما كانت قافلة أبى طالب تحط رحالها عند ذلك الراهب المسيحي وقت الراحة , ودعاهم على وليمة تخلف عنها محمد صلى الله عليه وسلم وكان الراهب لا يحب أن يتخلف أحدا حتى ولو كان غلام , وبعد انتهاء المأدبة جلس الراهب إليه قليلا وبينما يستحلفه قائلا له : أقسم عليك باللات والعزى أن ........, قال محمد صلى الله عليه وسلم , لا تسألني باللات والعزى فوالله ما أبغضت شيئا بغضهما , ثم خرج الراهب يقول لأبى طالب نبوءته .
في الفصل السادس يحكى المؤلف ما بعد الرحلة وقبل سن الشباب حيث عاد صلى الله عليه وسلم إلى رعى الغنم وحدثت -على ما يبدو - الحكاية التي رواها صلى الله عليه وسلم بعدما كبر قائلا : إنه ما هم بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون به , إلا وقد حال الله سبحانه وتعالى بينه وبين ما يريد .
وكان محمد صلى الله عليه وسلم يرعى بأعلى مكة ومعه غلام من قريش , وكان الرعاة يتحدثون كثيرا في جلساتهم عن لياليهم وسمرهم , ولم يكن صلى الله عليه وسلم قد شهد شيئا من هذا فطلب من رفيقه أن يرعى له غنمه حتى يذهب إلى مكة ويسمر كما يسمر الشبان , ومضى إلى مكة حتى جاء عند أول دار من دورها وسمع عزفا بالدفوف وكان عرس فجلس ينظر إليهم وإذا بالنعاس يتسلل إليه ويغمض عينيه وينام ولا يستيقظ إلا بعد أن ينتهي العرس ويعود لرفيقه يسأله ماذا فعلت ؟ ويجيبه صلى الله عله وسلم قائلا : ما فعلت شيئا , وتكرر هذا الحدث نفسه مرة أخرى .
وفى مدرسة الثقافة والحرب يروي المؤلف عن قس بن ساعدة الرجل ذي اللحية البيضاء الذي كان يخطب في الناس ويسير فوق جمله الأسمر وحاول بعض الصحابة أن يعينوا الرسول عليه الصلاة والسلام على أن يردد بعضا من كلماته , وبعد نزول الوحي سأل عن هذا الرجل فعلم أنه توفى . ويتحدث عن الحرب التي عرفت ب" حرب الفجار" والتي نشأت بين هوازن وقريش بسبب قتل البراض الذي كان يلوذ بقريش لعروة الرحال المنتمى لقبيلة هوازن والتي أرادت أن تثأر من قريش لمقتله .
وكان أبو طالب يدرب محمد صلى الله عليه وسلم على إطلاق النبال ورمى السهام نحو الأهداف , وساهم عليه الصلاة والسلام في هذه الحرب بين قريش وهوازن وكان يرى أن هوازن قد اعتدت على قومه مع رغبة قريش تسليمهم البراض القاتل . ونبه حرب بن أمية وعبد الله بن جدعان -من قريش- إلى أن محمدا صلى الله عليه وسلم ما إن يقف بجانب فئة من أهله إلا وانتصرت , وقال أحدهم : ألا ترون هذا الغلام ؟ ماذا به ؟ ما حمل على فئة إلا انهزمت ! .
وحضر عليه الصلاة والسلام ما أطلق عليه " حلف الفضول " الذي اجتمع فيه شيوخ البلدة وأعيانها وعقلاؤها ليتحدثوا عن حل ووقفة حازمة لوضع سادت فيه المظالم والحروب ووضعوا هذا الحلف لمناصرة كل ضعيف ومظلوم ونص على ألا يظلم بمكة غريب و قريب ولا حر ولا عبد , وأنهم جميعا بجانب المظلوم حتى يأخذ حقه ممن ظلمه مهما كانت مكانته ومركزه , وتنادوا بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والتعاون على البر والتقوى . وأول من نفذ عليه هذا الحلف كان العاص بن وائل , وقال صلى الله عليه وسلم عن هذا الحلف بعد نزول الوحي :
" لقد شهدت فى دار عبد الله بن جدعان حلفا , ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعي به في الإسلام لأجبت , تحالفوا أن ترد الفضائل على أهلها وألا يعز ظالم مظلوما " , وكانت حمر النعم تمثل أغلى ما يمتلكه العربي في البادية من النوق . وتتوقف قصة المؤلف عند هذه المرحلة ويختتمها تحت عنوان على عتبة الشباب قائلا أن طفولة محمد صلى عليه وسلم قد انقضت هكذا , وكانت طفولة يعده فيها الله سبحانه وتعالى ليكون نبيا ورسولا , وبعدها وضع صلى الله عليه وسلم أقدامه على عتبة الشباب وصولا سن الرجولة والأربعين , تلك السن التي نزل فيها الوحي أن " اقرأ ..."وأصبح محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا .
** المؤلف حاول تقديم محمد صلى الله عليه وسلم إلى الأطفال في صورة طفل مثلهم يلعب ويلهو ويمتاز بالخلق الحسن الذي يؤهله لتحمل الرسالة , ولكننا نقف كثيرا أمام قصة الفيل والطير الأبابيل , والجملتين الذي ختم بهما مع العلم بان الكتاب للطفل ومنه نسخ مترجمة للخارج ، حيث قال:
" إن قصص الطير الأبابيل غاية في الطرافة ونحن نستمتع بقراءتها لكن بعض المؤرخين يؤكدون أن وباء الجدري هو الذي أباد أبرهة وكان ذلك وراء نجاة الكعبة! جاءت بعض المصطلحات تحمل إلينا قدرا كبيرا من الدهشة مثل ( الطرافة ونستمتع بها) في سرد قصة من القرآن , وفي المقابل الاستعانة بتأكيد المؤرخين أن تكون إبادة أبرهة جاءت بالجدري!! أي طرافة واستمتاع في قصص قرآني عن عذاب الظالمين !!
وللعلم فإن مجموعة من المشككين في هزيمة جيش أبرهة بحجارة من جهنم – كما أخبرنا القرآن الكريم – يدللون على رأيهم ببعض الروايات التاريخية من مثل ما ذكره يوسف أحمد ( المحمل والحج : ص 77) أن وباء الجدري قد جاء من منطقة مجاورة لبلاد العرب عن طريق بعض الطيور ، قائلين " وذلك بعيدا عما شاع بين العرب بعد ذلك عن قتال الله مع أهل البيت والذي كفاهم مؤونة عدوهم وردده القرآن بعد ذلك كصدى للدعاية الدينية السياسية لقريش وكعبتها ".
المؤلف
ولد الكاتب عبد التواب يوسف في مصر عام 1928م، وتخرج في جامعة القاهرة عام 1949م، وهو صاحب فكرة إصدار أول مجلة إسلامية للأطفال اسمها (الفردوس) في عام 1969م. طبع المؤلف من كتبه المخصصة للأطفال ما يزيد عن مائتي كتاب، بلغ عدد نسخها نحو (20) مليون نسخة.
وقدّم عدداً كبيراً من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وحصل على عدد كبير من الجوائز منها جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1411ه في فرع الأدب العربي (أدب الأطفال) بالاشتراك مع الشاعر المغربي علي الصقلي، والكاتب أحمد نجيب, وفازت سلسلته الصادرة بعنوان "توشكي" بجائزة السيدة سوزان مبارك وأعيدت طباعتها فى مكتبة الأسرة، وفاز عنها بجائزة المجلس العالمي لكتب الأطفال في بازل بسويسرا، كما فاز بجائزة المجلس الأعلى للثقافة عن سلسلة " حكايات مدرسية وحكايات عائلية" ومنح عنها جائزة أحسن كاتب للأطفال .
وصدرت له سلسلة عن (حياة الخليل إبراهيم عليه السلام) في عشر قصص , و كتاب سلسلة نور الإيمان , و"حكايات قرآنية معاصرة , و‏"‏قلب الطفل الصغير‏" ودقات قلب طفل أجريت له عملية وهو يقول‏:‏ الله الله , وكتاب "رحلة القرآن الكريم" , و كتاب "سين وجيم " وصدر له مجموعة كتب أيضا بعنوان " قصص طريفة من الأحاديث الشريفة, وكتاب "نور القرآن" .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.