خبير آمني: أمريكا وإسرائيل وراء تخريب برنامج إيران النووي محيط مروة رزق "عندما تمتلك التكنولوجيا فأنت مسيطر على العالم"، ففي الآونة الأخيرة بدأت العديد من الدول المالكة لها في تطويعها لخدمة هدف معين فلجأت إلى فرض الرقابة على مواقع الإنترنت خاصةً تلك المتعلقة باتجاهات معينة. ومفهوم "الحرب الإلكترونية" بني على أحداث كبيرة وقعت بالفعل في السنوات الأخيرة بينها هجمات إلكترونية على محرك البحث "جوجل" قامت بها الصين، وحجب الشبكة في البرازيل ومهاجمة النظام الذي يتحكم بالبرنامج النووي الإيراني والمسمى "ستكسنت" ورغم السيطرة المحكمة على شبكة الإنترنت، إلا أن ذلك لا يمنع ظهور تطبيقات مضادة، وقد أكد خبير آمني بارز أن إسرائيل والولاياتالمتحدة هما على الأرجح وراء تصنيع فيروس "ستكسنت" الإلكتروني الذي استهدف تخريب برنامج إيران النووي. وأوضح رالف لانجنر أمام مؤتمر في كاليفورنيا، أن الفيروس الإلكتروني "ستكسنت" صمم بغرض تعطيل وإعاقة أنظمة من شأنها المساعدة على تصنيع قنبلة نووية ايرانية. وأكد لانجنر أنه كان من أوائل الباحثين الذين أظهروا أن فيروس "ستكسنت" يمكنه السيطرة على أجهزة ومعدات صناعية. ويعتقد على نطاق واسع أن الفيروس كان يستهدف مكائن ومعدات تستخدم في تخصيب اليورانيوم. وأعرب لانجنر عن اعتقاده، في المؤتمر المنعقد في لونج بيتش في كالفيورنيا، عن أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ضالع في هذا الأمر. إلا أنه يرى أن إسرائيل ليست هى الفاعل الرئيسي وراء تصنيع هذا الفيروس الإلكتروني الضار، وأن الاحتمال الأقوى أن تكون الولاياتالمتحدة هى وراء الموضوع برمته. وفي آخر التقارير التي تحدثت عن هذا الفيروس، قالت شركة "سيمانتك" لأنظمة الآمن الإلكترونية أن فريقاً من خمسة إلى عشرة من خبراء البرمجيات استغرقهم تصنيع هذا الفيروس نحو ستة أشهر. وأكد الخبير الأمريكي أن المشروع كان بحاجة إلى معلومات تفصيلية من داخل البرنامج النووي الإيراني، تصل "رمزياً" إلى حد معرفة حجم حذاء مشغل البرنامج. وكانت أول الأنباء عن هذا الفيروس قد ظهرت في يوليو من العام الماضي، حيث قيل إن نحو 60% من أضراره وقعت داخل ايران. ويعتقد أن الفيروس استهدف اجهزة الطرد المركزي، والتي تصنعها شركة سيمنز الألمانية الضخمة للصناعات. ويقول الخبراء الذين اخضعوا الفيروس للاختبار والفحص إنه ربما استخدم لتعطيل واتلاف تلك الأجهزة التي تلعب دوراً أساسياً في عملية تخصيب اليورانيوم المستخدم لتصنيع الاسلحة النووية وتوليد الطاقة الكهربائية من الذرة. وعلى الرغم من أن إسرائيل والولاياتالمتحدة تقودان جهداً دولياً لمنع إيران من الحصول على القنبلة النووية، إلا أنه لا يوجد دليل مادي يقطع بان البلدين وراء تصنيع هذا الفيروس. وكانت وزارة الداخلية الإيرانية قد نفت الأسبوع الماضي أن يكون الفيروس وراء إغلاق منشأة بوشهر النووية. وكان تقرير من وكالة الطاقة الذرية قد ذكر أن المهندسين الروس اخرجوا من المنشأة 163 قضيباً حرارياً لتوليد الوقود، لكن مصادر ايرانية تقول إن سبب سحب تلك القضبان هو وجود مشاكل فيها وليس الفيروس هو السبب. فيروس "ستكسنت" وقد هاجم فيروس "ستكسنت" الخطير أكثر من ستة ملايين جهاز كمبيوتر شخصي وحوالي ألف كمبيوتر بشركات إقتصادية عملاقه بالصين, وذلك بعد أقل من أسبوعين على إختراقه بعض أنظمة التشغيل فى أولى محطات إيران النووية فى بوشهر. وأكد وانج تشان تاو المهندس بشركة "رايزينج" الدولية للبرمجيات ومقرها بكين وهى شركة كبيرة تنتج برامج لمكافحة الفيروسات فى الصين، أن فيروس "ستكسنت" يمكن أن يخترق أجهزة الكمبيوتر ويسرق معلومات سرية وخاصة من شركات صناعية ويرسلها إلى مزود خدمة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف وانج أن الفيروس الخطير استغل وجود عيب فى أنظمة التحكم الإلكتروني بشركة "سيمينز" تستخدمه فى الصناعة التحويلية للتملص من الفحص الأمني, مشيراً إلى أن الفيروس يمكنه أن ينسخ نفسه وينتشر عبر أجهزة نقل البيانات فى شبكة أية شركة خاصةً كانت أم حكومية, محذراً من أن القراصنة قد يسيطرون على آلات الشركة التى تديرها أجهزة الكمبيوتر التي إخترقها الفيروس, ويوجهون أوامر خطيرة تتسبب فى دمار بالغ. وأكد أن الشركة طورت برنامجاً للقضاء على الفيروس, ويمكن تحميله مجاناً من الموقع الرسمي للشركة, وقال إن الملفات الموجودة ضمن "ستكسنت" تشير إلى إحتمال أن يكون مصدره إسرائيلياً لاستعمال أسماء مثل "إستير" و"ميرتيس" وهى أسماء غالباً ما يستعملها المتدينون اليهود مستقاة من العهد القديم.