اكتشف خبراء أمن إلكترونى فيروس حاسبو (كمبيوتر) متطورا للغاية فى عدد من دول الشرق الأوسط يعتقدون أنه نشر قبل خمس سنوات على الأقل للمشاركة فى التجسس الالكترونى الذى ترعاه الدول، ومحذرين من أن قدراته التجسسية تفوق عشرين مرة فيروس «ستكسنت»، الذى هاجم البرنامج النووى الإيرانى عام 2010. شركة كاسبرسكى لاب الروسية، التى تصنع برمجيات أمن الإنترنت، والتى أعلنت مسئوليتها عن اكتشاف هذا الفيروس، قالت إن الأدلة تفيد بأن الفيروس، الذى اطلق عليه اسم «فليم» (flame)، ربما صنع نيابة عن الدولة أو الدول التى كانت وراء فيروس «ستكسنت» الذى هاجم المنشآت النووية الإيرانية.
ويوجد أكبر عدد من الحواسب المصابة بالفيرس الجديد فى إيران والأراضى الفلسطينية وسوريا والسودان. وكانت إيران قد اتهمت إسرائيل وحليفتها الولاياتالمتحدة ودولا غربية أخرى بنشر فيروس ستكسنت لضرب برنامجها النووى المثير للجدل.
ويوضح هذا الاكتشاف علنا، ما يعرفه منذ وقت طويل خبراء مطلعون على معلومات سرية، وهو أن الدول تستخدم منذ عدة سنوات أجزاء من شفرة الحاسوب الخبيثة كسلاح لتعزيز مصالحها الأمنية. وعلى موقعها الإلكترونى، قالت وكالة أمن الإنترنت فى إيران إن فيروس «فليم» يشير إلى «علاقة وثيقة» بفيروس ستكسنت، وهو أول مثال معروف علنا لسلاح الإنترنت، مضيفة أن الفيروس الجديد قد يكون مسئولا عن فقدان كم هائل من البيانات فى بعض أنظمة الحاسوب الإيرانية.
وكان الباحثون قد استغرقوا شهورا لتحديد أسرار رئيسية وراء فيروس «ستكسنت»، بما فيها الغرض من وحدات تستخدم لمهاجمة منشأة لتخصيب اليورانيوم فى نطنز بإيران. وقالت كاسبرسكى لاب إنها اكتشفت الفيروس «فليم» بعدما طلبت منها وكالة الاتصالات التابعة للأمم المتحدة تحليل بيانات عن برامج لحاسوب الخبيثة فى منطقة الشرق الأوسط بحثا عن فيروس مسح البيانات الذى أبلغت عنه إيران.
فى هذا السياق، أفادت شركة مكافى الامريكية المتخصصة فى برامج مكافحة الفيروسات أن تصفح الإنترنت حاليا أصبح أخطر عن أى وقت مضى، موضحة أن عدد البرامج المؤذية على الإنترنت بلغ أعلى معدلاته خلال أربع سنوات، وفى طريقه إلى أن يصل إلى 100 مليون عينة بحلول نهاية العام.