دبي: اكد الدكتور العربي كشاط عميد مسجد الدعوة بباريس في فرنسا أن من أبجديات الأخلاق القرآنية أن تستشعر نعم الله عليك فنشكره ونشكر الذين اصطفاهم لتجلية هذه النعم. واوضح خلال كلمته في اختتام البرنامج الثقافي لجائزة دبي للقرآن الكريم، ان قراءة القرآن تحفز المسلمين إلى الفوز من خلال تدبره، فقد قال الله تعالى: " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"، فالقرآن الكريم هو عالم الحقائق المطلقة ولا يستطيع استشعار عظمة هذه الحقائق إلا الذين يفتحون عقولهم وصدورهم، ويحركون وجدانهم ليكونوا أدوات لاقطة، قال تعالى: "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد". وقال عميد مسجد الدعوة بباريس، بحسب جريدة "البيان" الإماراتية، إن تأثير القرآن قوي والدخول إلى عالم القرآن يكون بالبعد عن الكسل والتقصير " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر". واستعرض الدكتور العربي كشاط خصائص أمة القرآن فقال إن من خصائص هذه الأمة أنها تتدبر معاني القرآن وتتبعه، والمسلمون لن يكونوا بخير إلا بتمسكهم بالقرآن واعتصامهم به، ولا قيمة للمسلمين إلا بالقرآن ولا يرتقون إلا به. ولفت عميد مسجد الدعوة بباريس إلى أن التغيير الجذري موضوعه النفوس والعقول، ولا يكون التغيير إلا إذا أراد الإنسان أن يغير وقد ذكر القرآن الكريم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فقال سبحانه وتعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، ومشيرا إلى أن الله عز وجل كرم الإنسان تكريما كبيرا بتعلية العقل والفكر وكانت أول آية في القرآن الكريم هي «اقرأ» إشارة إلى وجوب إطلاق الفكر من إساره وإطلاق العقل من قيوده وتدبر ملكوت الرحمن في الكون وتأمل آيات القرآن الكريم «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق»، داعيا المسلمين إلى إخراج أنفسهم من التقوقع إلى الانخراط في إجلاء الأوضاع الاجتماعية، وذلك سيعمل على نقل أذهان الناس من تدبر الآيات إلى تجسيدها في آيات ملموسة.